تفرض ظروف الحياة أحياناً على الزوج أن يسافر ليؤمّن حاجات العيش في الخارج وبالتالي الإبتعاد عن زوجته ومنزله. يسير الزوجان على طريق غامض، والنتيجة إمّا الصبر أو الإنفصال. فما رأي الطب النفسي في الموضوع؟
أحد أسباب فشل الزواج
يوضّح اختصاصي علم النفس نبيل خوري أنّ الزواج مع الفراق الإكراهي أو الإبتعاد الإكراهي (أي ما معناه عيش الزوج بعيداً عن أسرته) يؤدي إلى ثلاث نتائج أساسية وهي:
- عدم تقوية أواصر الحب بما أنّ الزوج لا يشارك زوجته يومياتها والعكس صحيح. ومن دون الحب، لا يمكن أن تكون العلاقة مستقرة بين الزوجين وهذا ما سيؤدي إلى برودة في الحياة الزوجية مع الوقت.
- تأقلم الزوجين على ركود العلاقة الحميمة بسبب غياب اللقاءات المكثفة التي يُفترض أن تزيد من تعلقهما. ويُعتبر هذا أحد أهم الأسباب التي تصل بالزوجين إلى الإنفصال.
- إزدياد إحتمال الخيانة التي يسبّبها البُعد أو إرتفاع قلق الطرفين من وقوع الطرف الآخر في التجربة.
الأطفال واحتياجات العائلة
يقول الطبيب إنّ الأولاد يحتاجون أيضاً إلى غطاء وهذه مهمة الوالدين. الأم تعطي من حنانها والقليل من السلطة، فيما الأب يؤدي الدور السلطوي مع القليل من المشهدية العاطفية، وأيّ خلل في هذا السياق سيصل بالطبع إلى فشل الزواج وبالتالي الإنفصال.
ويضيف أنّ هناك نوعين من الأشخاص: الشخص الذي يتأقلم مع الحد الأدنى من الحب، والآخر الذي لا يرضيه إلا الحد الأقصى منه، فيتبع نزواته وطاقاته الجنسية ما يصل به إلى الخيانة. كما نصادف بعض الحالات التي يفرض فيها الزوج على زوجته العيش مع أهله في غيابه لكي يبقيها تحت المراقبة إعتقاداً منه بأنّه سيضبط تصرفاتها.
إلا أنّه مهما فعل، ستظل بعض الأمور خارجة عن سيطرته. لذا، فالنصيحة الكبرى أن يحاول البقاء قريباً من عائلته. وفي حال إضطر للإغتراب، فعليه إصطحابها معه.