تتميّز العلاقة التي تربط وعد وابنتها بالعواطف الشغوفة، يسودها التفاهم التام والمحبة المتبادلة خصوصاً أنّ الفنانة السعودية حرصت على تربية حسناء التي بلغت المراهقة تربية صالحة. ولأنّ عيد الأم لا يقتصر على يوم واحد، التقت «أنا زهرة» صاحبة العلامة التجارية «وعد لاين» لتسألها عن علاقتها المميزة بابنتها ونظرتها إلى الأمومة.
ما هو تعريفك الخاص لكلمة أمّ؟
الأم هي الكائن الذي يتحمّل الوجع والآلام على مدى تسعة أشهر لتمنح الحياة لطفل جديد. إنّها رمز التضحية والحب والحنان، وهي المرأة الصبورة المؤمنة والمتكّلة على الله ونعمته الكريمة. أشكر أمّي رحمها الله وغفر لها، على النعمة الكريمة التي أعطتني إيّاها ألا وهي وجودي في هذه الحياة الجميلة، وقد أصبحت أشعر بطعم الأمومة وقيمة الأم حين أنجبت إبنتي الحبيبة حسناء.
النظرة إلى الأمومة تختلف من أم إلى أخرى. حدّثينا عن نظرتك الشخصية؟ وهل تغيّرت على مرّ السنين؟
كما تفضّلت وقلت، فالنظرة إلى الأمومة تختلف من امرأة إلى أخرى، خصوصاً أنّ هذا الأمر طبيعي رهن بالتربية والبيئة التي نشأت فيها. لكن الحمد لله تربّيت في بيئة حاضنة ومؤمنة، قوّتني من الداخل وأبعدتني عن كل السبل الخاطئة والأعمال المشينة. علماً أنّ الطريق الذي سلكته أصعب وأقسى، فيه الكثير من المشقّات والألم. هذا ما أريده وأسعى إليه مع ابنتي حسناء. إن الحياة بنظري قرار وموقف وسلوك. والحمد لله بالإتكال الدائم على الله تعالى، تصبح المصاعب التي تعترضنا بسيطة ويمكن تخطّيها بسهولة.
برأيك من هي الأم المثالية؟
إنّها الأمّ الأكثر اهتماماً بأبنائها. للأسف، بتنا نعتمد اليوم على المربّية في تربية أولادنا، وهو أمر غير صحّي لهم ولا يتناسب مع مجتمعاتنا الشرقية. على الأم أن تعطي الحنان والإهتمام الكافي للولد، خصوصاً أنّ هذا الأمر هو في نهاية المطاف طريقة لتعليم الفرد التعامل مع أبنائه ومع مجتمعه وبالأخصّ مع البيئة الحاضنة له.
هل تغيّرت علاقتك بحسناء بعدما أصبحت في سن المراهقة؟
علاقتي بحسناء ممتازة، فهي باتت ناضجة ما شاء الله وتعتمد على نفسها في كل شيء. نعيش معاً في البيت مثل الأصدقاء، تطلعني على كل شيء وتطلب نصيحتي وتطلب الإرشاد الدائم، وهذا الحمد لله حصاد 13 سنة من التربية والإتّكال على الله.
أخبرينا عنها أكثر؟ وما هي الطباع التي اكتسبتها منك؟
ابنتي حبيبتي هي سبب وجودي والدافع الدائم لي. تشبهني كثيراً، إلى درجة أنّ كثيرين يؤكدون على الشبه الكبير بيننا حين يلتقون بنا. ويفاجأون بأنها كبرت بسرعة في ما يتعلق بمظهرها الخارجي، فهي لم تتخط بعد الـ 13 سنة. حسناء تحبّ المطالعة، والإنترنت والموسيقى.
يقال إنّ جيل اليوم صعب. من خلال تربيتك لحسناء، كيف تحرصين على تخطّي الصعاب التي تواجه كل أمّ؟
أي طفل في العالم أو شاب أو شابة يطلب الإهتمام الدائم والسهر على التربية الصحيحة وعلى تخطّي مصاعب الحياة. في حياتي، الأولوية هي لابنتي لأنها مسؤوليتي وحبيبة قلبي، ثم يأتي الفنّ و«وعد لاين» إبنتي الثانية. وقد ازداد العمل والمسؤولية بعدما افتتحنا فرعنا الثاني في الرياض، بالإضافة إلى المشاركة في أكثر من 30 معرضاً للألبسة سنوياً. كوني فنّانة وسيدة أعمال لا يعني أن أنسى ابنتي على حساب فنّي وأعمالي. على العكس حسناء تأتي في الدرجة الأولى، وكل ما تبّقى ثانوي بالنسبة إليّ.
ما هي المخاوف التي تنتابك في تربية حسناء في ظلّ ما يشهده المجتمع من تقدّم، سيما مع تطور شبكة الإنترنت السريع؟
المخاوف تزداد مع ازدياد التطوّر وسهولة الإتصالات والإنفتاح التام في المجتمعات العربية. إتكالي على الله وعلى إيماننا الراسخ.
كيف تعوّضين حسناء عن غياب الأشقّاء؟
حسناء هي كل شيء بالنسبة إليّ والعكس صحيح. عندما أسألها ممازحة: «هل تحبّين أن يكون لك أخ؟»، ترفض الأمر بشدّة وتشعر بالحزن، فهي تحبني وتغار عليّ كثيراً.
ما سبب تأثرك الشديد بوالدك؟
رحم الله والدي وغفر له، كان من الرجال الأكثر ثقافة، وقد تلقّيت منه تربية حسنة. ترك أثراً إيجابياً كبيراً في حياتي، وأعطاني القوّة والجرأة بأن أكون المرأة التي أمامك الآن. كان يلعب دور الحكم المتّزن والمصغي إليّ في نقاشاتي وطلب المشورة منه. تدمع عيناي كلّما أذكره.
في عيد الأم من هم الأشخاص الذين يقدّمون لك الهدايا؟
طبعاً ابنتي حسناء وبعض الأصحاب المقرّبين والـ Fans. أنا شاكرة لكل من فكّر بي في هذا العيد. وأنا بدوري أدعو الله أن يرحم أمي وأبي ويغفر لهما.
بالمناسبة كيف أمضيت هذا العيد؟
ككل سنة، أمضيته مع حسناء حفظها الله التي قامت كالعادة بتحضير مفاجأة لي. دعت المقرّبين إلى العشاء، سيما أنّ ابنتي «ما شاء الله صارت أدّي». وبالتالي أصبحت في سنّ تخوّلها معايدتي على طريقتها الخاصّة.
ما هي الهدية التي كنت ترغبين في تلقيها هذا العام؟
ساعة «روليكس» الجديدة (ضاحكة). حبيبتي حسناء لا تقصّر في ما يخصّ هذا الأمر وأنا دوماً أنتظر هديتها بفارغ الصبر، خصوصاً أنّني أثق بذوقها الجميل.
كلمة أخيرة إلى جميع الأمّهات.
أوجّه معايدة إلى أمّهات العالم، وخصوصاً الأمهات العربيات وشقيقاتي. أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يمنحهنّ الصحّة والصبر. وكل عام وأنتنّ بخير.