فور انتشار خبر رحيل خالد تاجا أمس، سارع معظم الفنانين السوريين إلى نعيه وتقديم واجب العزاء لعائلته.
وبينما ذهب عديدون منهم إلى "مستشفى الشامي" حيث يرقد جثمان الفنان السوري لمواساة أهله خصوصاً شقيقاته، نعاه آخرون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. هكذا، غصت المواقع والمنتديات الالكترونية بنعيه وتقديم واجب العزاء، تماماً كالمستشفى الذي استقبل العديد من أصدقاء الفنان السوري وزملائه ومحبيه.
وكتبت المخرجة رشا شربتجي :
"وداعاً خالد تاجا، وداعاً للظاهرة العربية، وداعاً للإنسان الحساس المبدع الطريف، وداعاً خالد تاجا النجم والأب والصديق والأستاذ، وداعاً لكنك ستبقى في قلوبنا".
أما شكران مرتجى التي لطالما كانت تكذّب شائعة وفاة تاجا أثناء مرضه في الأيام الماضية، فأكدت أنّ أكثر ما أثّرَ في تعليقات أصدقائها أنهم ينتظرون منها أن تكذب خبر الوفاة، وكتبت: "هذه المرة لن أكذب الخبر فهو حقيقة مرة".
من جهتها، قالت كندة علوش :
"فلترقد بسلام، خالد تاجا، موت الكبار کبيرٌ مثلهم، رحمك الله، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، سنفتقدك دائماً".
بدوره، رفض مصطفى الخاني أن يكون تاجا "أنطوني كوين العرب" كما سماه شاعر الأرض محمود درويش، بل سيبقى "خالد تاجا العرب"، مضيفاً أنّ تاجا لن يترجل من قلوبنا.
إذاً، رحل خالد تاجا الذي كتب يوماً على شاهدة قبره الذي بناه وجهزه "مسيرتي حلمٌ من الجنون كومضة، كشهاب، زرعت النور في قلب مَن رآها لحظة ثم مضت". وسيوارى الثرى عصر اليوم في مقبرة "الزينبية" في حي ركن الدين الدمشقي، مسقط رأسه.
طوال أكثر من خمسين عاماً، بقي تاجا (مواليد دمشق 1939) من الفنانين المكرّسين في سوريا والعالم العربي، ومن أبرز وجوه الدراما السورية. لقد قدم ما يزيد عن مئة عمل فني. وكان مشواره بدأ عام 1957 مع فرقة المسرح الحر التي ضمّت نخبة من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، وحكمت محسن، وأنور البابا. وكان يرأسها الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي. وقدم العديد من الأفلام السينمائية بدءاً من دور البطولة في "رجال تحت الشمس" وليس انتهاءً بفيلم "الفهد" الشهير. وكان آخر فيلم قدمه عام 2010 حمل اسم "دمشق مع حبي".
أما على صعيد المسلسلات التلفزيونية، فيمتلك تاجا رصيداً كبيراً من الأعمال التي ظهر من خلالها في أدوارٍ وشخصيات لا يمكن نسيانها في سوريا. ومن أعماله الدرامية "جريمة في الذاكرة"، و"هجرة القلوب إلى القلوب"، و"أيام شامية"، و"يوميات مدير عام"، و"نهاية رجل شجاع"، و"أخوة التراب" و"الفصول الأربعة" و"التغريبة الفلسطينية" و"زمن العار" وغيرها الكثير.
وآخر مشاركاته تلك المشاهد التي صوّرها في مسلسل "الأميمي" مع المخرج تامر اسحق. "أنا زهرة" تنشر هنا الصور الأخيرة للفنان الراحل أثناء تصويرها.
من جهة أخرى، تزوج خالد تاجا أربع مرات، الأولى توفيت في حادث سير، وانتهت الزيجتان الأخريان بالإنفصال ولم ينجب. لكنّه عاد وتتزوج من سيدة هولندية ولديه منها فتاة تعيش في هولندا تدعى "ليزا".