كثيراً مانسمع أن التحديات تجعلنا أصلب في مواجهة الحياة، تلك الحياة التي لا تخلو أبداً من متاعب وقد تتجاوز المتاعب العادية مع كثيرين منا وتبادرهم بأن تريهم وجهها القاسي.
وسواء كانت تجربتنا القاسية متعلقة بفقدان حبيب أو مكانة أو بيت أو عائلة أو كانت متعلقة بقسوة الآخرين أو خيانتهم. مهما كان نوع التجربة القاسية التي نمر بها فإن طريقة كل منا تختلف في التعامل معها، وذلك لأن كل منا يمتلك درجة من الهشاشة والقسوة، مثلما يطوّر كل منا مع الزمن آليات لحماية نفسه والدفاع عنها ضد الألم.
أنا زهرة التقت الطبيب النفسي محمد أبو زيد وسألته عن الذكريات المؤلمة وكيفية مقاومة تأثيرها علينا:
الآلام النفسية التى يتذكرها الإنسان تنقسم إلى نوعين الأول يعرف باسم اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يتعرض الفرد لصدمة يراها أمام عينيه وتكون هذه الصدمة شديدة كالحروب والزلازل والحوادث ويظل يتذكرها دائما ولا تغيب عن عينيه بسبب المظهر الأليم الخاص بالواقعة وفى هذه الحالة يتطلب المريض نوعين من العلاج أولهما علاج سلوكى يتم مساعدة الفرد من خلاله لنسيان تلك الأحداث والذكريات المؤلمة والثانى علاج دوائى يحدده الطبيب المعالج.
أما النوع الآخر فهو ما يتعرض له الفرد ممن يحيطون به كحالات الخوف أو الانفصال أو العلاقات الاجتماعية، فمثلا إذا تعرض الفرد لصدمة عاطفية يكون نتاجها ذكريات تبقى أمام العينين مهما طال الزمان، والسبب فى هذا الألم النفسى يرجع إلى أن الشخص لا يزال يمتلك بعض الملفات أو الصور الخاصة بالطرف الذى افتقده وفى بعض الأحيان قد يذهب إلى الأماكن التى قابل فيها حبيبه أو حبيبته.
بالنسبة للعلاج فى الحالة الثانية فيشير أبو زيد إلى أهمية تلاشى أى متعلقات خاصة بالفرد سبب الذكرى المؤلمة وعليه أن يمحو أى ورقة تذكره بماضيه، كما يفضل أن يقوم الفرد بعمل علاقات اجتماعية جديدة ومختلفة تساعده فى أن يعبر هذه المرحلة، وكذلك يفضل أن ينشغل فى عمله وأن يهتم بمستقبله فكل هذا يساعده على التخلص من تلك الذكريات المؤلمة.
لكننا طلبنا من أبو زيد حلول عملية وواضحة يمكننا أن نساعد بها أنفسنا لدى المرور بتجربة قاسية، فكانت هذه الحلول:
1- مثلا إذا كنت تمرين بآلام نهاية قصة حب أو علاقة زواج فلا بد من التخلص من متعلقات الآخر لديك وتجنب التنبيش في رسائل وصور قديمة. إن لم تستطيعي التخلص منها برميها فلا بأس من وضعها في صندوق في مكان بعيد عن متناول اليد. لأن الأشخاص وخاصة النساء تميل لممارسة التذكر بكل إمكانياته صور رسائل فيديو وهذا شكل من تعذيب الذات.
2- أريد من الإنسان أن يحب نفسه في لحظات الألم أكثر مما يحب الآخرين لأن هذا يحميه فعلاً من الانهيار. ففي المواقف الصعبة عليك رعاية نفسك كأنك الطفل وأمه في الوقت نفسه.
3- السفر وتغيير البيت أو تبديل ألوان البيت والتجديد في الملابس والشكل كل ذلك ينقلنا من مظهر الماضي ويساعد في تجديد المزاج ولو على صعيد يومي وليس عميقاً.
4- البحث عن هواية قديمة كنا نسيناها ومتابعتها ومعاودة ممارستها ومحاولة الإبداع فيها، فإذا كانت تجربتنا القاسية متعلقة بالفشل في العمل أو الدراسة لا بد أن نعثر على الشيء الذي نكون فيه ناجحين مهما بدا لنا بسيطاً.
5- اللجوء إلى طبيب نفسي يساعد كثيراً ويقدم الدواء أحياناً الذي يحسن المزاج ويخفف من الضغط النفسي والعصبي.