أكدت إماراتيات مشاركات بأفلام معظمها قصيرة في مهرجان الخليج السينمائي في تقرير نشرته "وكالة أنباء المرأة"، أنهن حصلن على دعم أسري ومجتمعي استثنائي من أجل إنجاز أفلامهن، رغم أنهن لايزلن في مرحلة الدراسة الجامعية، مؤكدات أن هناك حالة انفتاح ووعي بأهمية دور الإماراتية في حاضر ومستقبل بلادها، بما في ذلك الإعلامية التي تختار مجال صناعة الأفلام مجالاً لها، مشيرات إلى أن الجرأة لا تعني النبش باتجاه السلبيات، أو تغييب النظرة المتفائلة بالغد، فضلاً عن الالتزام بقضايا الوطن وتحديات المجتمع.
في المقابل، حملت عشرات الأفلام الإماراتية المشاركة، التي أنتجها شباب وفتيات إماراتيون، العديد من القضايا التي سعى مبدعوها إلى التعبير عن رؤاهم باتجاهها، وتسليط الضوء عليها، في الوقت الذي جاءت نقاشاتهم مؤكدة أن كثيراً من المشروعات الإبداعية في عالم الفن السابع تنتظرهم في المستقبل القريب.
وشهدت الأفلام الإماراتية القصيرة المشاركة في دورة هذا العام خصوصاً، بما فيها أفلام الطلبة، تنوعاً كبيراً في كم القضايا التي يثيرها المحتوى الدرامي، وتخطت أعمال بعينها أخطاء متوقعة في العمل الأول، لتعكس نضجاً في التعامل مع الأدوات الإخراجية والإنتاجية، في الوقت الذي بدا فيه بشكل واضح أن القضايا المجتمعية هي الهاجس الأول للمخرجات الإماراتيات.
أولويات الوطن
وكشف معظم المخرجين الشباب والفتيات أن ممثليهم الذين يقومون بأدوار رئيسة في أفلامهم «حقيقيون»، بمعنى أنهم ليسوا ممثلين محترفين، بقدر ما هم أشخاص كل ما يربطهم بمخرج الفيلم صلات القربى أو الصداقة، أو حتى المساعدة التطوعية.
وأكدت مخرجات إماراتيات يخضن تجاربهن الأولى أنهن حظين بتشجيع كبير من أسرهن، ما يحفزهن لأن ينفتحن بشكل أكبر على قضايا شائكة أصبح المجتمع أكثر انفتاحاً على مناقشتها، إيماناً بالقدرة الفائقة للفن السابع على مناقشة قضايا جادة، من المؤكد أن سلبيات «السكوت عنها» ستتضخم في حال تفضيل سياسة «غض الطرف عنها.
وأكدت طالبات يشاركن بالفيلم الوحيد الذي يمثل أحدث الأقسام المعتمدة في كلية تقنية راس الخيمة الخيمة للطالبات، وهو قسم الإعلام، أن خيارهن المستقبلي هو امتهان الإخراج، بعد أن اكتشفن من خلال تجربتهن الأولى في «الخليج السينمائي» القدرة الفاعلة للصورة السينمائية للتأثير في قطاع عريض من الجمهور، فضلاً عن إيصال الرسالة واضحة إلى المعنيين بالأمر.
وأكدن أنهن قادرات على المناقشة الجادة لقضايا حقيقية ملحة، سواء في عوالم المرأة والفتاة الإماراتية خصوصاً، أو غير ذلك، ولكن على نحو يعي أولويات الوطن».. هذا ما تؤكده مخرجة الفيلم القصير الوحيد المشارك من كلية التقنية العليا للطالبات برأس الخيمة، فاطمة عبدالله النايح، مضيفة: «نشعر بأن هناك قدراً كبيراً من الثقة والأمل أيضاً يخصنا بهما الأهل والمجتمع، من أجل أن نكون مساهمات فاعلات في نهضة المجتمع، وإذا كنا الآن في أولى خطواتنا ونحن لانزال طالبات نهتم في المقام الأول بالدراسة الأكاديمية، فإننا نتطلع إلى مزيد من التجارب السينمائية القادرة على ألا تكتفي فقط برصد القضايا المجتمعية، بل مناقشتها بجرأة لا تعدم الاتزان من أجل الإسهام في الوصول إلى حلول ناجعة لها».
ورأت الطالبة في الكلية نفسها، مريم راشد الطنيجي، هي من تولت مهام الإضاءة والصوت من أجل الإنجاز الجماعي للفيلم الذي انتهوا منه أثناء دراستهم في السنة الأولى من الكلية، بأن هناك كثيراً من القضايا ذات الأولويات الملحة التي تنتظرها شخصيا للخوض فيها بمخيلة المخرجة.
وأضافت : تخطى المجتمع الإماراتي حالة التشكيك في قدرات المرأة في الإسهام الفاعل في نهضته، كما أن اختيار الفتاة لمجال الإخراج السينمائي لم يعد خياراً صادماً للأهل والمجتمع، وهي مرحلة تلقي بالكرة في ملعب فتيات هذا الجيل، الذي من المؤكد سيصبح أكثر امتلاكاً لأدوات قادرة على النفاد إلى المسكوت عنه من قضايا وأمراض اجتماعية بحاجة إلى جرأة، من أجل الوصول إلى علاجات ناجعة لها.
وقالت الطنيجي إن «الدعمين العائلي والمجتمعي يؤكدان تلاشي الانطباع السيئ الذي يحول دون ممارسة الفتاة لمهنة الإخراج تحت ضغط الأهل، فضلاً عن تزايد الوعي المجتمعي»، مضيفة: «لم يقتصر دعم أسرنا على الجانب المعنوي أو حتى المالي فقط، بل شارك بعضهم معنا في صناعة الفيلم نفسها، سواء بالنسبة للأخوة والأخوات أو الآباء، بل إن قصة الفيلم الأصلية قبل أن نقوم بإعداد سيناريو لها، هي بالأساس من ضمن مجموعة قصص للكاتبة منى العلي التي أبدت اهتماماً كبيراً في أن تراها مبلورة في عمل درامي سينمائي».