أصبحت الأجهزة الذكية عالماً آخر لحاملها وحافظة ليومياته وملفاته، مما جعل البعض يرى أنها من الضروري أن يضرب بينها وبين طارق بابها بسور من خلفه سور من الأرقام السرية، حتى إذا استيئس وخلص محاولاً ألقى به يمنياً، أو سأل صاحبه أن يحرره وتبدأ معه مشاكل وظنون ما كان لها أن تكون. وتعزو دراسات أن 70% من مشاكل الأزواج بسبب الجوال والإنترنت. وجاء في تقرير نشرته وكالة أنباء المرأة أن النساء ترى القفل السري لدى الرجال أكثر أهمية بحكم قوامتهم وشرقيتهم والنساء غالباً ما يستسلمن ويُبقين الأبواب مفتوحة، بينما يرى خبراء العلاقات الأسرية أن لكل إنسان خصوصيته، لابد أن يحترمها ولا يخترقها إلا بإذن ومن طاوع ظنونه أوشك أن يصيبه مرض الشك.
وتفترض أم يزن أنه لا حدود بين الزوجين ولا أرقام سرية، لأنها تناقض المشاركة والشفافية، وقالت "زوجي يقرأ محتوى جهازي بينما جهازه مقفل"، وتعلل ذلك بأنه رجل وله أسرار عمله وأحاديث رجال لا تناسب المرأة.
وتخالفها الرأي ندى الشبيب في أن لكل إنسان خصوصيته، والقفل السري ليس دون الزوج فقط، بل كل الناس، وقالت "هناك أسرار لا يجب أن يطلع عليها الغير، مثل مشاكل العائلة أو حديث الصديقات، وقد يقع الزوج على رسالة ويفهمها خطأ ثم ينشأ الخلاف".
وتبين الاختصاصية في العلاج النفسي والإرشاد الزوجي د. نادية التميمي أن المشكلة ليست في القدرة على الصراحة فقط، ولكن في قدرة الآخر على تقبل هذه الصراحة والتعامل معها بشكل إيجابي، وأضافت "على الزوج كان رجلاً أو أمرأة أن لا يسعى للمعلومة السئية، وأنه لا يوجد أجمل من قوله تعالى "لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ".
مرض وطلاق
وكاد طلاق يقع بين زوجين لما اكتشفت أم عبدالله حديثاً بين زوجها وبين صديقتها المقربة، حيث كان زوجها يتصفح جوالها ويقرأ رسائل صديقتها وأعجبته رسائلها لتنتهي بعلاقة وخيانة.
وقالت أم عبدالله "المشكلة في ذكورية المجتمع لدينا، حيث يجعل للرجل الحق في تتبع أسرار المرأة، وأنه يفترض أن المرأة لا أسرار عندها".
وتصف هند غازي الأزواج الذين يتتبعون الرقم السري لزوجاتهم بالمرضى، ويتبعون خيالات غير صحيحة تقضي على روح العلاقة، وقالت "الرقم السري لكل شخص مثل رقم هويته خاص به فقط لا يهبه لأحد".
من جهته يرى الاستشاري الأسري والخبير النفسي د. خالد باحاذق أن بداية الأمر يكون فضولاً، أو سوء ظن مما يؤدي إلى الشك، ومن ثم التجسس، وفي النهاية يؤدي هذا إلى دمار العلاقة، وقال "من يحاول فك شفرة أسرار الآخرين فهو مريض بمرض الوسواس، وقد تتطور الحال إلى ما يسمى بـ"الوسواس القهري" ويحتاج إلى علاج".
القفل يخفي فضيحة
وحول ذات القضية تختلف آراء الرجال في أحقية وضع قفل سري بين رافضٍ لذلك ومحترم له، حيث يقول خليفة نعيم إن من يضع قفلاً سرياً فهو يخفي فضائح يخشى أن يتطلع عليها الطرف الآخر، والواثق من نفسه مثل الكتاب المفتوح.
في المقابل يرى أبو خالد أن هناك خصوصية بين الأزواج لابد من احترامها، وقال "عادةً الزوج الواثق في زوجته لا يتعدى على هذه الخصوصية، بينما المرأة سواء أكانت واثقة في زوجها أم لا فهي لابد أن تختلس غفلة الزوج وتفتش أسراره".
وبما أن لكل إنسان بيئته وتفكيره وسلوكه يختلف بها عن الآخر، يرى د. باحاذق أن لكل شخص خصوصية خاصة به، لا يمكن التجسس عليها أو انتهاكها مهما كانت العلاقة قوية بين الطرفين. وقال لـ"العربية.نت": إن الزواج ميثاق شراكة ولا يكون أبداً ميثاق تملك أو تسلط، بل لابد من الاحترام وحسن الظن والتقدير.
وتضيف د.التميمي إذا كان الشخص لا يوجد لديه ما يخشاه فلن يضطر إلى إخفاء أي شيء بطريقة مريبة وأعذار واهية، ويتفق معها د. باحاذق بقوله "في أغلب الحالات من يخفي بقفل سري يخاف الفضيحة".