نكبر، خاصة الفتيات، ونصل إلى سن الزواج ونحن نعرف عن الحياة الجنسية ما يقال بين الصديقات أو تلك المعارف التي وصلت إلينا بطرق غير علمية ولا تربوية. ورغم أن الجنس من أكثر الأمور الطبيعية في حياة الإنسان، والتي تثير فضوله وتدفعه للتفتيش والاضطلاع في سن البلوغ، ولكنه من الأمور المحظور الببحث فيها مجتمعاتنا المحافظة. وكثيراً ماتلقى المراهقون العقاب الشديد إن اكتشف أمرهم وهم يحاولون التفتيش عن معلومات حول الموضوع. فهل ينبغي أن نتعلم عن الجنس؟ أم لا ضرورة ماسة فعلاً وهي معرفة مؤجلة تأتي في أوانها؟
حاجة نفسية وجسدية
يتولد لدى المراهق في الفترة التي يتم فيها انتقاله من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة الرشد حالات نفسية يكون فيها النشاط الانفعالي عنيفا وشديداً، بحيث يؤثر على مختلف أنماط سلوكه الأخرى التي يمارسها الفتى المراهق ، فإذا لم يجد بيئة تتفهم حالته فإنه قد ينطوي على نفسه أو ينحرف لأن الدافع الجنسي يزيد في الغالب من ضيق المراهق وقلقه .
وتتبلور أهمية التربية الجنسية في أنها تلامس الأهداف الاجتماعية، حيث إنها تمكن الفرد من تكوين أسرة متفهمة سلمية من الشوائب والمفاهيم الخطأ. إضافة إلى أنها تلعب دوراً مهماً في الاستقرار النفسي وبناء الشخصية المتكاملة، كذلك فإن الخلل الذي يصيب نفس الفرد نتيجة لنقص التربية الجنسية يؤثر سلباً على تكوين شخصيته، مما قد يدفعه إلى ممارسات قد تؤثر على نفسيته وصحته وأسرته ومجتمعه.
وماذا عن الحياء ؟
أستاذ التربية محمود طافش يرى أنه ورغم أن الحياء مطلوب إلا أنه لا يجوز الخجل من البحث في المفاهيم الجنسية بحثا علمياً، فهي قضية مصرّح بها في الكتب السماوية.
ولعل الخطأ الخطر الذي تقع فيه كثير من المجتمعات المغلقة، هو أن الطفل لا يستقي المعلومات الجنسية من والديه، وإنما من رفاقه، وهكذا تكون هذه المعلومات في كثير من الأحيان مشوهة أو خاطئة، وبالتالي قد يترتب عليها ممارسات ضارة ومنحرفة. وكم من فتاة أصيبت بالرعب عند مشاهدتها دم الحيض لأول مرة لأن والدتها لم تتحدث معها بموضوعية حول هذه القضية، رغم أن الإشارة إليها بارزة في أكثر من موقع في القرآن الكريم.
الفضائيات لم تعد تخبئ شيئاً
من جهة أخرى، يرى الباحثون الاجتماعيون وعلماء النفس أن اجتياح الفضائيات للبيوت لم يترك مجالاً للتستر حول المفاهيم الجنسيّة، وإن محاولات بعض الأسر لحجبها يزيد من رغبة الأطفال فيها على قاعدة كل ممنوع مرغوب فيه. ولعل أكثر الجوانب خطورة في موضوع الثقافة الجنسية هو الأشرطة الإباحية والبرامج المبتذلة التي تعدّ لأغراض الكسب المادي. وليس من مخرج من هذا المأزق إلا بأخذ القضية بواقعية، فالخطر يكمن في الكبت الذي قد يتولد عنه ممارسات تتمرد على محاولات القمع ويترتب عليها كارثة أو على الأقل جنوح عن جادة العفة.
التربية الجنسية تحمي عائلتك
وأخيراً فانت لن تقدري على حجب أبناءك وبناتك عن العالم، وهم يتعرضون لعشرات المواقف ومئات الطرق للحصول على معلومات مضللة قد تتسبب في وقوعهم في الكثير من الأخطاء والتخبط. كما أنك لن تقدري على دفن غريزة المعرفة الموجودة لديهم بالفطرة. كل ماعليك أن تقوديها بنفسك بدلا من أن تتركيهم نهباً للشلة وربما رفاق السوء والفضائيات والكتب الهابطة أو أي وسيلة أخرى..فهل أنت مع وجود منهاج متخصص في المدرسة للثقافة الجنسية؟ شاركي برأيك