مسألة اليوم عاني ويعاني منها كثير من المطلقات، فقد دخلت علينا سلوى وهي تحبس دموعها بالغصب، فهى طلقت من فترة لكنها تعانى من هذا الإحساس بالذنب ولحسرة، خاصة أن لديها ثلاثة أطفال و هي لا تعرف كيف تتخلص من هذا الشعور القاتل، إذ تعيش بعيدة عنهم فتعالوا نستمع لشكواها واستفسارها.
تقول سلوى : أنا إمرأه مطلقة من سنة ونص .. وكانت مبادرة طلب الطلاق الأخير من صوبي .. ولكني أعيش حزن كبير يفوق الوصف لفراق أطفالي .. لدي ثلاثة أطفال وظروفي منعتني وتمنعني بشكل قطعي إنهم يكونوا بقربي .. أعاني طلقات نار بكلام الناس القاسي علي .. أم قاسية .. قلبك حجر .. إلخ .. وأنا من النوع اللي حزني ما بيظهر والكل يشوفني قوية .. إنما بداخلي عذاب ولا بشوف سعاده بأي شي من حولي .. أرجو المساعده كيف أنسى تعبت تفكير وتعذيب ضمير .. وأنا طلاقي بالبينونة الكبرى لا مجال للصلح.
سألتها شو الظروف اللي منعتك أن يكون أولادك معك ؟
قالت: رأيت أن والدهم أقدر ماديا وتربويا على رعايتهم فعنده المربية والبيت الواسع وهم متعلقون به أكثر مني؟
وليه معلقين به أكثر ؟
قالت : لأني من زمان وأنا مهملة فيهم؟ هو يخرجهم ويلبسهم ويلاعبهم ويذاكر لهم وانا كنت مهتمة بحالي أكثر بس ما كنت عارفة اني ساتجرع هذه المرارة النفسية بطلاقي كنت فاكرة هستريح واعيش حياتي كما اريد لكني الحين فوقت من غفلتي أرجوك كيف أنسى أني مطلقة ؟
قلت لها : فرج الله عنك كربك .. واذهب عنك همك .. وجمع شمل أسرتك .. وابدلك سعادة بدل حزنك ..
أختى سلوى .. الطلاق أبغض الحلال إل الله .. أقرته الشريعة السمحة لأنه حل لكثير من مشاكلنا .. والمشكلة أختى فى موضوع الطلاق أن مجتمعاتنا العربية لا تنظر إلى الأمر بشكل صحيح مما يوقع المطلقة فى أزمات ومشاكل وينقله من كونه حلاً إلى أزمة ومشكلة ..
وإليك عزيزتى أفكار أقدمها لك للخروج من أزمتك هذه :
- سلمي بالواقع .. فهذا قدرك الذى قدره الله لك .. لابد أن تتقبليه برضا واعلمى أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك .. وقال أصدق من قال :- ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) .. فالرضا سر السعادة الحقيقى ..
- أختى نعم بذلتى ما بذلتى لإستمرار العلاقة الزوجية بينكما .. وربما يكون الطلاق هو الحل الأنسب لكما معاً .. فلله الحمد على ما قدر .. ولنضع نصب أعيننا حياة جديدة..
- اقتربي من صديقاتك الصالحات .. صديقات الصحبة الصالحة والطيبة .. واقضى معهن وقتاً طيباً تنسيين به ألمك وحزنك ..
- احرصى على الصلوات وقراءة القرآن الكريم والذكر والإستغفار وأكثرى من الطاعات قدر ما تستطعيين ففيها السلوى يا سلوى والفرح والسعادة ..والدعاء اطلبي من ربك الأرحم من الأم على وليدها اطلبي منه مبتغاك وما تريدين منه فهو نعم المولى ونعم النصير وان نعم سعادة القرب من الرحمن ..
- اشغلي نفسك بأعمال البر والإحسان بمساعدة محتاج .. بكفالة يتيم .. بتعلمى أمى القراءة والكتابة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) رواه ابن ماجه ..
- ابحثي عن الصفات الجيدة فيك فإن ذلك سيشعرك بالثقة في ذاتك والتقدير لها .- اجلسى مع نفسك وحاولى أن تخرجى بإيجابيات حصلت لك فى طلاقك ..
- الطلاق ليس نهائة المطاف سيدتى ..فلتكن البدايه الجديدة لحياة جديدة..
- لا تجلسى منفردة قدر طاقتك .. فالوحدة تجلب لك التفكير في ألمك وحزنك ..- حاولى إدخال أطراف أخرى لتستطعين رؤية أولادك كل مدة معينة حسب ظروفكم ..
- اجتهدى فى عمل برنامج يومى لك يكون ممتلأً بكل ما هو مفيد لك .. من قراءة وزيارة الأصدقاء وصلة الرحم ومشاهدة برنامج تلفازى مفيد .. بحيث لا يكون هناك دقيقة أنت فارغة فيها ..