تقول سمر الجابر( 42 عاماً) إن من الصعب عليها رفض أي طلب لصغيرتها ديما، وهي لم تبلغ سوى سبع سنوات من العمر. وحين طلبت منها هاتفا نقالا لم تكن تعرف إن كان هذا الأمر يؤثر سلباً أم إيجاباً، ولكنها قررت تلبية رغبة ابنتها لأنها ستتصل بها في أي وقت في المدرسة أو إذا اضطرت تحت أي ظرف لمهاتفة والدتها.

 ومن الصعب فعلا تحديد العمر الذي يبدأ فيه الأطفال باستعمال الهاتف الجوال، غير أن شراء هاتف جوال للأطفال أو العمر الذي يُسمح فيه للطفل باقتناء هاتف جوال خاص به، لا يتوقف على اشتراطات السلامة والأمان الخاصة بالآباء. وغالباً ما تظهر رغبة الطفل في الحصول على هاتف جوال خاص به في سن التاسعة أو العاشرة.

ويرغب الأطفال في اقتناء هاتف جوال عندما يشاهدونه مع أقرانهم، حيث يحملونه معهم في أي مكان يذهبون إليه، ولا يستخدمونه كوسيلة اتصالات إلا قليلاً، أما في مرحلة الدراسة الثانوية فتظهر في أغلب الأحيان رغبة قوية في اقتناء هاتف جوال، وهو الأمر الذي لا يستطيع الآباء مقاومته

وعند خروج الطفل بمفرده في كثير من الأحيان وما يستتبع ذلك من قلق ينتاب الآباء، فعندئذ يمكن للآباء إعارة هاتفهم الجوال للطفل.

ولا ينبغي أن يقوم الآباء بإعطاء الموديلات القديمة من هواتفهم الجوالة إلى الأطفال عند الرغبة في التخلص من هذه الأجهزة، لأن الهواتف الجديدة تتميز بأن نسبة الإشعاعات وقيمة SAR بها أقل من الموديلات القديمة. كما أن الأطفال تكفيهم الهواتف الجوالة البسيطة غير المزودة بوظائف الوسائط المتعددة، لأنه لا يجب على الأطفال استعمال الأجهزة التي تمكنهم من الدخول إلى الإنترنت أو التعامل مع البيانات والملفات.

وعلى الآباء أن يحرصوا أثناء شراء الهاتف الجوال، على ضرورة أن يتعرف الطفل على طريقة الصحيحة لاستعمال الجهاز، لأن ذلك يضمن قدرة الطفل على استعمال الجهاز في حالات الطواريء، على سبيل المثال كيف يمكن للطفل تشغيل أو إيقاف وظيفة منع استخدام الأزرار أو معرفة مدى ضرورة إدخال كود المنطقة، وهنا ينبغي على الآباء إجابة الطفل على مثل هذه الأسئلة.

ومن الأفضل التحدث مع الطفل بشأن استخدام الهاتف الجوال وأن يعرف الطفل أن الاتصالات الهاتفية تتكلف كثيراً من النقود.

يجب تعليم الطفل أن لا يتجاوب أبدا مع الأرقام الغريبة عنه وأن لا يعطي هاتفه لأي كان وأن لا يرد على رسائل الإعلانات أيضاً.