انتبهي من ضربة الشمس
اعتبر الأطباء أنّ غياب الوعي حول مخاطر التعرض لأشعة الشمس المباشرة وخصوصاً في أوقات الذروة، مسؤول عن مضاعفات صحية خطيرة قد تمتد آثارها مدى الحياة. وتعد دبي من المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة في الصيف. وهذا ما دفع العديد من الاختصاصيين إلى تحذير سكان الإمارة من خطورة التعرض لأشعة الشمس في هذه الأوقات بصورة مباشرة.
وقال الدكتور قدري بري اختصاصي الطب الباطني في "المستشفى السعودي الألماني" في دبي: "يعتقد الكثير من الناس أنّ ارتفاع درجات الحرارة يتسبب فقط في الإصابة بحروق وسرطان الجلد. إلا أنّ التعرض لحرارة الشمس العالية يؤدي أيضاً إلى حدوث أضرار بالغة في الدماغ والكبد والكلى والعضلات. وهنا أود الإشارة إلى أنّه في حال لم يتم علاج هذه الأعراض في وقت مبكر، فقد تستمر مضاعفاتها مدى الحياة".
من الناحية الطبية، تعرف ضربة الشمس بأنّها حالة مرتبطة بالتعرض المباشر لدرجات حرارة مرتفعة، ما يؤدي إلى حدوث تشنجات عضلية وإنهاك حراري. وتشمل الأعراض الأولية لضربة الشمس التعرق الغزير، واحمرار الجلد، والإعياء، والغثيان، وتسارع النبض، وفقدان الرؤية الوقتي السابق للإغماء، واختلال التوازن واللون الداكن للبول.
وفي حال تجاهل الأعراض المذكورة أعلاه، فإنّ خلايا الجسد تضعف نتيجة فقدان السوائل والشوائب. ويترافق ذلك مع ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، واختلال في النبض والتنفس، وتلعثم في الكلام، وتوقف التعرق. وإذا لم ينقل المريض سريعاً إلى المستشفى، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان كامل للوعي. وفي حال وصول المريض إلى المستشفى، تجرى له الفحوص اللازمة من فحص الدم، وفحص البول، وتخطيط القلب، والرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، وتصوير الصدر بالأشعة السينية.
ووفقاً للدكتور بري، فإنه ينبغي للجمهور تعلّم الإسعافات الأولية البسيطة التي تحدّ من آثار ضربة الشمس. وفي هذا الصدد، يقول: "لا تشكل ضربة الشمس بحد ذاتها حالة مرعبة لمن يصاب بها. إذ يمكن تفادي أخطارها بإجراءات بسيطة مثل نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد مغطى يتوافر فيه تكييف وليس فقط في الظل لأنّ درجة الحرارة تتخطى حاجز الـ 40 درجة مئوية في دبي حتى في الظل". كذلك، ينبغي للشخص المسعف تخفيف ملابس المريض لتسهيل عملية التنفس ووضع كمادات ثلج على جسد المريض ما لم يكن يعاني من مشاكل في القلب. وينصح أيضاً بتدليك الجسم لتنشيط الدورة الدموية، وعدم وضع أي شيء في فم المريض. أما بالنسبة إلى الحالات التي يكون فيها المريض فاقداً لوعيه أو يكون في حالة غثيان، فينبغي وضعه على جنبه الأيمن أو الأيسر لمنع الاختناق.
وكما يقال دائماً، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج. لذا ينصح الاختصاصيون بتجنّب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة من النهار التي تكون بين الساعة 11 صباحاً إلى 3 مساء والحفاظ على ترطيب الجسد.