ترتبط الفوازير برمضان يوم كانت تعتبر الطبق التلفزيوني الرئيسي في هذا الشهر، ينتظرها المشاهدون بشوق لما تحمله من مادة ترفيهية استعراضية مميزة. احتلت الفوازير مكانة أثيرة عند المشاهد المصري قبل انتشار الفضائيات. كانت بداية الفوازير عام 1961 حين كانت تُقدَّم بطريقة درامية خالية من الاستعراض. ثم أُدخل اليها عنصر الاستعراض عبر فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" ثم أخذت شكلاً استعراضياً مع الفنانة نيللي التي قدمتها من عام 1975 حتى عام 1981، وقد تولّى إخراجها المبدع فهمي عبد الحميد. بعد ذلك، انتقلت الفوازير إلى شكلها المبهر والفخم على يد أسطورة الاستعراض التي لن تتكرر شريهان. من عام 1988 حتى 1991، استطاعت النجمة المصرية سحب البساط من تحت أقدام نيللي. كانت شريهان تثير الجدل في كل موسم رمضاني تقدم فيه الفوازير نظراً إلى البذخ الذي كانت تطلّ به في الفوازير. كل عام، كانت تذهب الى أوروبا لشراء آخر صيحات الموضة من أجل الفوازير، وكانت تنفق على ملابسها من جيبها الخاص، فحظيت بإعجاب منقطع النظير.
أيضاً، قدّم سمير غانم الفوازير بعدما ابتكر المخرج فهمي عبد الحميد شخصية فطوطة وقدمها غانم لمواسم رمضانية عدة. استطاع بذلك أن يحقّق نجاحاً كبيراً لتبقى الفوازير بشكل عام حكراً على نيللي وشريهان اللتين كانتا تبرعان في تقديمها، وتقدمان للمشاهد مادة رمضانية دسمة تحت إدارة مخرج عبقري أنجز الفوازير بشكل متقن ومبهر رغم قلة الامكانيات التقنية في ذلك الوقت. وكانت وفاته بداية القشة التي قصمت ظهر البعير. إذ توفي عام 1990 أثناء تصوير "عالم ورق" التي كانت تقدمها نيللي ليتولى إكمال الفوازير جمال عبد الحميد.
بعد ذلك، تعاونت معه نيللي في ثلاثة مواسم رمضانية، فقدمت في العام التالي "عجايب صندوق الدنيا"، ثم "أم العريف" فيما خاض محمد الحلو وشيرين وجدي تجربة يتيمة وغير ناجحة مع الفوازير عام 1994 لتعود شريهان وتقدم "حاجات ومحتاجات". بعدها، غابت شريهان بسبب مرضها، ونيللي بسبب تقدمها في العمر لتصبح الفوازير مجرد تجارب فاشلة لمن قدّمها بعدهما كالراقصة لوسي، ودينا، وشيرين رضا زوجة عمرو دياب السابقة. لم يستطع أحد تقديم مادة دسمة تشد الانتباه لتدخل الفوازير بعد ذلك دوامة البحث عمن يملأ الفراغ، وكانت التجارب الفاشلة تعيد دائماً نيللي وشريهان الى الاذهان، ولم تنجُ أي فنانة قدمت الفوازير من مقارنتها بهما. وكانت النتيجة تأتي دوماً لصالحهما. كل مَن قدمت الفوازير، كانت تقلد شريهان: عندما قدّمت حليمة بولند الفوازير على قناة "الراي"، قوبلت بهجوم حاد واتهمت بتقليد شريهان لكن بطريقة سيئة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى ميساء مغربي التي قدمت فوازير "وراها وراها".
بقيت الفوازير تجذب كل الفنانات وخصوصاً المغنيات اللبنانيات اللواتي كنّ يمنّين النفس بتقديمها على رأسهن هيفا وهبي التي كانت تحلم في تقديم هذا العمل. وكذلك الأمر مع رزان مغربي الطامحة إلى خوض عالم الاستعراض. ومنذ ثلاث سنوات، رست الدفة على المغنية ميريام فارس عن طريق طارق نور صاحب قناة "القاهرة والناس" الذي اختارها لخوض هذه التجربة بسبب تمتّعها بمواصفات الاستعراض. وقد سبقت الفوازير دعاية كبيرة ورُصدت ميزانية ضخمة لها، لكنّها خرجت دون التوقعات. ورغم مشاركة ثلاثة مخرجين في الإشراف عليها، إلا أنّها جاءت تقليداً لكلّ من ملكتي الاستعراض نيللي وشريهان مع أنّ ميريام تتمتع بموهبة استعراضية جيدة كان يمكن أن تكرّسها نجمة في عالم الفوازير.
إلا أنّه كان ينقصها كاتب جيد ومخرج يملك عبقرية فهمي عبد الحميد. كما أنّ الفوازير صوِّرت في فترة زمنية قصيرة، إضافة إلى عرضها على قناة "القاهرة والناس" التي لم تكن تحظى بمتابعة كبيرة. وبذلك، رسبت ميريام هي الأخرى في امتحان الفوازير. ورغم أنّه حين أُعلن عن تقديم ميريام للفوازير، صرّح طارق نور أنّها وقعت معه عقداً لتقديمها لثلاث سنوات، إلا أنّها بقيت تجربة يتيمة وغير ناضجة، فأقفل باب الفوازير حتى اليوم. ومنذ سنتين، لم يعد أحد يفكر في الإقدام على هذه التجربة، لتغيب الفوازير نهائياً عن المشهد الرمضاني.
وكان موقع "أنا زهرة" أجرى استطلاعاً أسبوعياً حول أفضل مَن قدمت الفوازير بعد نيللي وشريهان، لتأتي النتيجة لصالح ميريام التي حصلت على نسبة 44% فيما حلّت ميساء مغربي في المرتبة الثانية بـ 26% وحيمة بولند بنسبة 18% وجاءت دينا في المرتبة الرابعة بنسبة 12%.