تقاليد الزواج الأوروبية بين الخاتم والقبلة والورود
يقولون إنّها أتَت من الآباء والأجداد ومن بلادٍ بعيدة، فلا تُعرف جذورها أحياناً رغم التشبّث العميق بها. إنّها العادات والتقاليد والأصول التي يُمنع تخطّيها في الأفراح والأتراح وفي كل الأوقاتِ والأزمنة.
في نظرة تاريخية إلى تقاليد منشأ عادات الزفاف، نرى مثلاً أنّ السبب الرئيس لوضع خاتم الزواج في بنصر اليد اليسرى يعود إلى إعتقاد قديم مفاده أنّ وريد الحب كان يجري بين ذلك الإصبع والقلب لينتقل إلى العواطف والأحاسيس.
وبالحديث عن هذه التقاليد، نتعرّف اليوم إلى عادات الزواج الأوروبية وكيف تختلف من منطقة إلى أخرى:
خاتم الخطوبة
تقضي تقاليد الزواج في بريطانيا بوضع الخاتم في الإصبع الرابع من اليد اليسرى لقربه من القلب أولاً، ولتفادي أي خدش قد يصيب الخاتم إذا ما وضع في اليد اليمنى التي يكثر استعمالها.
ويُشكل وضع خاتم الزواج في اليد اليُمنى في معظم دول أوروبا الشرقية كريجا ولاتفيا، إرباكاً لبعض الأفراد الذين لا تُعرف حالتهم الإجتماعية إلا عبر طرح السؤال عليهم. ويعود سبب وضع الدبلة في اليد اليمنى إلى إعتبارها اليد التي تشير إلى السلوك "القويم" والنزعة الدينية.
الورود والمال والأطفال
بنَثر المال والورود على السرير ليلة الزفاف، يتمنى أهل العروس في اليونان زواجاً سعيداً وحياةً مليئةً بالحب والرخاء للعروسين. ليس هذا فقط. لتشجيع العروسين على إنجاب الأطفال، تُدحرِج الأسرة اليونانية الأطفال الرضع على سرير الزوجين لإعتقادها أنّ في ذلك خيراً والكثير من البركة.
القبلة
تقضي تقاليد بعض المدن الروسية بأن يكف العروسان خلال مراسم الحفل عمّا يفعلانه ثم يقبّلان بعضهما في أي لحظة عشوائية يقول فيها الضيوف "جوريكا" أي "مرير". يعود ذلك إلى اعتقاد أنّ القبلة ستقضي على أي "مرارة" موجودة في الشفاه.
المعادن والحلوى
في يوم الزفاف في السويد، يضع أهل العروس عملة معدنية من الذهب في القدم اليمنى وعملة معدنية من الفضة في القدم اليسرى كتعويذة لإبعاد الفقر عن العروسين. وخلال الحفل، تضع العروس ثلاثة خواتم ترمز إلى الخطوبة والزواج والأمومة. ومن الخرافات التي يؤمن بها بعض السويديين أنّه إذا سقطت قطعة من كعكة الزفاف لدى تقديمها إلى أحد الضيوف، فإنّه لن يتزوج أبداً.
الخبز
تنقسم شعوب الغجر بشكل أساسي بين الرومن في أوروبا والدومر في الشرق الأوسط. وتنص تقاليد الزواج عند الشعبين على أن يرتبط الغجري بالغجرية في سن مبكرة تبعاً للعادات والأعراف.
في البدء، يُعطي الغجري الفتاة التي اختارها للزواج لفافة عنقه، فإذا إرتدتها يعني أنها قبلت الزواج به والعكس صحيح. وأثناء حفل الزفاف، يتصافح الزوجان ثم تُكسر قطعة من الخبز وتُسكب عليها قطرات من دم إبهميهما، ليأكل كل منهما لاحقاً القطعة التي غمِّست بدم الآخر. أما ما تبقى من قطعة الرغيف، فينثر على رأسيهما، وبعدها يغادران مكان الإحتفال ولا يحضران إلا في اليوم التالي للمشاركة في الغناء والرقص وبذلك يكون الزواج قد تمّ.