الدراما السورية تتحدى الظروف بـ25 مسلسلاً!
تفوّقت الدراما السورية على نفسها ونجحت في إنتاج 29 عملاً متنوعاً بين الشامي والتاريخي والاجتماعي والكوميدي موسم 2012.
ووسط مقاطعة الأموال الخليجية، وسخونة الأحداث على الأرض، فإنّ الصناعة الأثقل في سوريا ستعاني الأمرّين في موسمها الجديد.
على الورق، فإنّ الدراما السورية ستقدم نفسها عبر 25 عملاً، منها مسلسل واحد انطلق هو "ياسمين عتيق" وآخر باشر عملياته التصويرية لمدة شهر قبل أن يتوقف هو "العشق الإلهي".
ومن بين هذه المسلسلات، فإنّ خمسة منها ستكون امتداداً لسلاسل قديمة معتمدة على سياسة الأجزاء المنتشرة في سوريا.
وكعادتها، تتصدر البيئة الشامية الواجهة من خلال سبعة أعمال، لكن المسلسلات الاجتماعية تتفوق عليها.
"أنا زهرة" تصطحبكم في جولة سريعة على المسلسلات السورية المتوقع إنتاجها لرمضان 2013:
سياسة الأجزاء
تستمر الدراما السورية بالاعتماد على سياسة الأجزاء لتحمل خمسة أعمال تتمة للقصص والسيناريوهات التي عرضتها في أجزائها السابقة.
تستعد رشا شربتجي ومعها الكاتب سامر رضوان لجزء ثالث من "الولادة من الخاصرة" يحمل عنوان "منبر الموتى" بعد النجاح الباهر الذي حققه العمل بجزءيه.
المسلسل الكوميدي "بقعة ضوء" مستمرة بجزء عاشر سيصوّر مع بداية العام القادم بعدما استلمت الشركة المنتجة مئات اللوحات سيتم اختيار حوالي مئة لوحة فقط.
المخرج ناجي طعمي سيستدعي معظم نجوم الجزء الأول من "طاحون الشر" ليصوّر الثاني، خصوصاً أنّ الحلقة الأخيرة أبقت الأحداث مفتوحة، ما أفسح المجال لإنتاج جزء جديد.
ويبدو نصّ العمل البيئي الشامي الآخر "زمن البرغوت" جاهزاً للكاتب محمد الزيد. بينما ينتظر المخرج أحمد إبراهيم الأحمد شارة البداية من الجهة المنتجة لتصوير الجزء الثاني مع بقاء أيمن زيدان في بطولته وغياب رشيد عساف الذي قتل مع نهاية الجزء الأول بينما يقتصر دور سلوم حداد على مشاهد قليلة.
أما مصير الجزء السادس من المسلسل السوري الأشهر "باب الحارة"، فما زال معلقاً بين موسمي 2013 و2014 مع ترشيحات بعودة عباس النوري "أبو عصام" إلى العمل الشامي واستمرار بقية أبطالة أمثال وائل شرف، وميلاد يوسف، ووفيق الزعيم، وصباح الجزائري. ولن يكتفي الكاتب بهذا الجزء ليدخل مرحلة جديدة بحياكة خيوط جديدة في جزء سابع.
الأزمة السورية
ستكسر الدراما السورية حاجز الروتين لتغوص في عمق الأزمة السياسية. وإن استقر زهير قنوع على اسم عمله "وداع"، فإن باسل الخطيب اختار
"خط النار"، بينما تبقى هوية مخرج "الخونة" غامضة.
"وداع" يعرض بشكل منفصل متصل قصصاً لمجموعة من الشخصيات والأبطال والبطلات السوريين الذين يعيشون حالات وَداع وكل حسب قصته التي خلقتها تداعيات الأزمة التي تعصف بسوريا وتجري أحداثه في العام 2012.
ويتحدث "الخونة" عن الأحداث السياسية التي يشهدها العالم العربي بشكل عام وسوريا بشكل خاص.
أما مسلسل الخطيب، فيتناول الفترة التي سبقت الأزمة السورية مباشرة ويرصد التفاعلات والتحولات.
الأعمال الاجتماعية
تنحصر المسلسلات السورية الاجتماعية بتسعة، أولها "ثنائيات الكرز" للمخرج عمار رضوان، ويندرج تحت بند الأعمال "الموردن" ويتناول جميع الطقوس والصراعات في المجتمعات العربية، ويضم حوالي عشرين خطاً رئيسياً وأكثر من ستّ عائلات مختلفة بشخوصها وبنيتها وسلوكها موزعة على أربعة مجتمعات جغرافية متباينة هي بيروت، دمشق، حمص واللاذقية. ويتضمن النص علاقات حبّ وتناقضاتها، ويتطرق لعلاقة الأفراد بالدين ومدى اختلافهم في التعاطي معه.
أما الكاتبة نور شيشكلي، فقد انتهت مؤخراً من كتابة ثلاثة نصوص جديدة بعنوان "المشهد الأخير" و"الشعلان" و"علاقات خاصة". يتحدث "المشهد الأخير" عن كواليس الوسط الفني وأسرار النجوم وحكاياتهم والأشياء التي لم ولن نعرفها عن الفنانين وكل من يمثل الوسط الفني من فنيين وكتاب ومخرجين وصحافيين.
أما "الشعلان"، فيتحدث عن الحي الدمشقي المعاصر المصر على البقاء على قيد الحياة رغم حصار الموت المفروض على كل شوارع المدينة، ليدخل في تفاصيل هذا الحي المحافظ على أصالته في وقت واحد من خلال مجموعة شخوص متفاوتة ومتباينة يجمعها المكان الأساسي.
ويأتي "علاقات خاصة" ليتحدث عن تفاصيل العلاقة بين آدم وحواء، وهو عبارة عن أربع قصص من الحب تبدأ بالزواج وتنتهي في مكان آخر، ويغوص في خبايا العلاقة الزوجية وخبايا الأنثى وأسرار الرجل.
وأنجز الكاتب عثمان جحى قسماً كبيراً من "الزوال" الذي كُتب على طريقة الورشة مع سليمان عبد العزيز أيضاً بالإضافة إلى عمل ثان هو "دامسكو" مع الكاتبة لبنى مشلح. وقصة "الزوال" مأخوذة من الواقع السوري وتدخل أماكن لم يدخلها أحد من قبل.
ويرصد "مطلقات ولكن" حالات الطلاق في مجتمعاتنا العربية، وقضايا النساء الحساسة ضمن طرح موضوعي جديد؛ إذ يعتبر هذا العمل الأول في الوطن العربي الذي يخصص ثلاثين حلقة لمعالجة الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق.
أما "ليل نهار" فيتحدث عن أسرار وخفايا الناس في ظل الحياة الاجتماعية المتسارعة، ويسرد العمل حكايا المجتمع وما يصاحبه من أحداث في الليل من سرقة وخيانة ليغوص في خفايا المجتمع السوري.
وتقرأ رشا شربتجي نص "رق الحبيب" لتوزيع الأدوار، فوقع اختيارها على مكسيم خليل لتأدية دور البطولة الذكورية.
أعمال شامية
بالإضافة إلى "زمن البرغوت2" و"طاحون الشر2" و"باب الحارة6"، فإن أربعة أعمال ستعيش البيئة الشامية، منها مسلسل واحد انطلق بالفعل هو "ياسمين عتيق" للمثنى صبح، وبطولة سلاف فواخرجي وجهاد سعد وغسان مسعود وأمارات رزق وروعة ياسين... وتدور حكاية أبطاله في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهي مرحلة وصفت بالمهمة والحسّاسة من تاريخ سوريا ودمشق.
أحمد حامد انتهى من كتابة سيناريو أحداث "طوق البنات" الذي يتناول تاريخ دمشق في الفترة ما بين 1927 وحتى الاستقلال، ويعكس صراعات اجتماعية بين أشخاص فرنسيين وعرب. فيما تدور أحداث العمل ضمن قالب رومانسي من خلال قصة حب بين فتاة دمشقية وكولونيل فرنسي.
ويروي "خاتون" قصة حب ملحمية جرت أحداثها أثناء الاحتلال الفرنسي لمدينة دمشق، وسيكون النجم قصي خولي بطل العمل بشخصية الزيبق وهو بطل العمل المطلق.
أما "الدومري" فيعتبر محاولة لتقديم دمشق عام 1890 بصورة أمينة للواقع، وهو يحمل إسقاطات للواقع العربي ويمزج بين البيئة والتاريخ إن صح القول، والنص قد أنجز نهائياً وموعد التصوير رهن بجدول شركة الإنتاج.
عملان تاريخيان
يبرز عملان تاريخيان في واجهة الدراما السورية لموسم 2013 لأنّهما سيرصدان شخصيتين هامتين، الأولى خامس الخلفاء الراشدين "عمر بن عبد العزيز".. والثانية "رابعة العدوية" الشخصية التاريخية الجدلية.
حاتم علي وصل إلى مرحلة التحضيرات النهائية لـ"خامس الخلفاء" بعدما نجح في تجسيد شخصيات الصحابة للمرة الأولى في الدراما العربية من خلال "عمر"، وتحوم ترشيحات البطولة حول أيمن زيدان وغسان مسعود أو بسام كوسا، في الوقت الذي يدرس فيه بقية الأدوار لتوزيعها على نجوم من لبنان ومصر والمغرب.
أما "العشق الإلهي" فتوقفت عجلته بعد تخطيه شهراً من التصوير تحت إشراف المخرج زهير قنوع وبطولة نسرين طافش، وديمة الجندي، وجمال سليمان ومصطفى الخاني... ويستعرض العمل الحياة السياسية للدولتين الأموية والعباسية، إذ أنّ رابعة عاصرت الدولتين، فشهدت انهيار الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية.
الكوميديا
سينضم "كوكتيل" و"المعلم طرطور" إلى ـ"بقعة ضوء9" لتمثّل الكوميديا السورية في 2013.
العمل الأول شبابي بحت يقوده حسام سكاف في تجربته الأولى على صعيدي الكتابة والإخراج.
أما الثاني فهو كوميدي اجتماعي "لايت" من نمط المتصل المنفصل وذلك بشخصية "طرطور" وتقاطعاتها في الحياة مع الأشخاص الآخرين.