الزمان كان الـ 11 صباحاً من أوائل شهر نوفمبر 2012، والمكان كان أحد فنادق دبي الأفخم "ون آند أونلي رويال ميراج"، وبالتحديد في مطعم طاجين المغربي، ولكِ أن تتخيلي جمال الديكور المستوحى من ثقافة المغرب العربي الساحرة. ولكن الاختيار لم يكن عشوائياً، فقد توجهت هناك وكلي شغف لمقابلة العطار الفرنسي الأشهر "دومينيك روبيون" وهو "الأنف" المدبر وراء رائعة "شوبارد" الجديدة عطر "العود الملكي".
بالطبع استنتجتِ من الاسم أن العطر عربي الشذا، وهو يعتبر العطر العربي الأول في مسيرة "دومينيك" التي ابتدأت قبل أكثر من 20 سنة مع إصدار عطره الأول Amarige مع دار "جيفينشي". بالرغم من نجاحاته وعمله مع أرقى دور العطور في العالم (كريستيان ديور، لانكوم، إيف سان لوران، جورجيو أرماني، وغيرها!) لا يزال العطار الباريسي يتمتع بالكثير من التواضع وكان سعيداً جداً برؤيتنا والحديث معنا عن عطره الجديد معنا.
مرحباً بكِ في دبي "دومينيك"! أولاً وقبل كل شيء، أخبرنا من أين استوحيت شذا عطر "العود الملكي"، وكم من الوقت استغرقت عملية تطويره وإنتاجه؟
مصدر الإيحاء كان بالنسبة لي أن أنتج عطراً شرقياً يتميز في نفس الوقت بخصائص العطور الأوروبية، أي أن يكون مستوحى من ثقافة العطور العربية والأوروبية في نفس الوقت، وهذا ما يميز "العود الملكي"، وقد استغرقت مدة إنتاجه حوالي السنة.
ما هي المكونات التي استخدمت في تطوير العطر، عدا العود؟
حاولت أن أمزج جميع الروائح التي تتناغم مع رائحة العود وتقويها، مثل نفحات خشب الصندل، الجلد والتوباكو والتي تتوافق مع نفحات العود القوية وتعطيها تأثيراً جذاباً ساحراً لا يقاوم.
وما الذي يميز "العود الملكي" عن غيره من العطور الشرقية المتوفرة في السوق؟ خصوصاً مع كثرة إصدارها هذه الفترة من دور العطور العالمية والتي نذكر منها "ديور" و"شانيل" على سبيل المثال؟
بالنسبة لي ما يميز هذا العطر عن غيره هو الطريقة التي تم ابتكاره وتطويره فيها، فكما ذكرت هو ليس شرقي فحسب، إنما شرقي – أوروبي، تتمحور جميع نفحاته حول شذا العود العربي وتقويه، لذا فهو يختلف عن العطور الشرقية الأخرى التي لا تحتوي على خصائص العطور الأوروبية ومكوناتها الأكثر أصالة.
ولماذا اختارت "شوبارد" دبي بالتحديد لطرح العطر الجديد برأيك؟
اخترنا دبي لأنها تعتبر المكان المثالي لطرح "العود الملكي"، لأنكِ تجدين فيها كل الثقافة العربية والثقافة الأوروبية والثقافة الدولية بشكلٍ عام، لذا فهي تمثل روح عطر "العود الملكي" وهو ايضاً يمثلها.
وهل تصف العطر بأنه رجالي أم نسائي؟ أم موجه للاثنين في نفس الوقت؟
تطرح "شوبارد" هذا العطر للرجال لأنه قوي وذو شذى "ذكوري" إذا صح التعبير، ولكن بصراحة أستطيع أن أقول لكِ أن الجميع يستطيعون استخدامه، رجالاً ونساءً، وخصوصاً النساء اللواتي يعشقن العطور القوية، وهن كثيرات في الشرق الأوسط. نصيحتي لكل امرأة تود أن تضع عطر "العود الملكي" هي أن تستخدمه كقاعدة وأن تضع من بعده عطراً أقل تركيزاً يتميز برائحة الزهور، وبهذا تكون قد جعلت منه عطر أنثوي ساحر.
وأخيراً، ما رأيك كعطار شهير بثقافة الشرق "العطرية"؟ وهل ستلهمك دبي يوماً في طرح عطر جديد؟
بالتأكيد! تعرفين، أعترف أنني لم أكتشف هذه الثقافة الواسعة المتعلقة بالعطور في الشرق الأوسط إلا منذ خمس سنوات! وذلك من خلال أسفاري. في السابق وقبل أن أكتشفها كنت أعتقد أن العطور تأتي من 5 ثقافات مختلفة هي: العطور الأمريكية والتي اشتهرت منذ خمسينات القرن الماضي حتى اليوم ومقرها نيويورك، العطور الأوروبية بكل تأكيد مثل العطور الفرنسية، الإيطالية، الألمانية والإسبانية. أما في باقي بلدان العالم فلم أجد أنها كانت تمتلك "ثقافة" عطور خاصة بها، على سبيل المثال العطور في اليابان والصين لا تختلف كثيراً عن العطور في أوروبا، لذا لا يمكننا أن نقول أنهما يمتلكان "ثقافة" عطور خاصة. ولكن من بعد زيارتي للشرق الأوسط، اكتشفت ثقافة غنية متكاملة متعلقة بالعطور، حتى أنني اكتشفت نفحات جديدة بالنسبة لي، ومنذ يومها أخذت أدرس أكثر عن هذه الثقافة الساحرة، وهي بالفعل تلهمني لتطوير المزيد من العطور ذات الطابع الشرقي.