أطفال الإمارات بين خطرين: التكنولوجيا والبدانة
في دراسة أجرتها شركة "فن سيتي"، باستخدام مؤشر اللعب، على الأطفال في الإمارات والتي أعلنت عنها في مؤتمر صحافي أقيم في دبي أمس. أظهر مؤشر الدراسة بشكل عام نتائج جيدة عن الأطفال في الإمارات حيث بلغ مؤشر اللعب لهم 32 نقطة من حيث الموازنة بين اللعب والأنشطة الأخرى خلال حياتهم اليومية. ولكن النتائج بمجملها تشير إلى أن الأطفال يقضون وقتا معتبراً من يومهم في استخدام الإنترنت واللعب بالألعاب الإلكترونية وبالطبع لا بأس من الانفتاح على التكنولوجيا ولكن بحساب، وإلا قادنا ترك الأمور هكذا إلى إدمان أطفالنا على الألعاب الإلكترونية والحياة الافتراضية. وهذا بالنتيجة يظهر أثراً آخر يعاني منه فعلا الأطفال في الإمارات ألا وهو البدانة.
يسلط مؤشر اللعب الذي استخدم في الدراسة الضوء على مقدار الوقت الذي يقضيه أطفال دولة الإمارات العربية المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 2-12 عاماً في اللعب، وعلى أنماط لعبهم. ويهدف البحث إلى نشر الوعي حول ضرورة اتباع نهج تطويري متوازن خاص بالأطفال بحيث يترافق مع مجموعة من أنشطة اللعب في الأماكن الداخلية وفي الهواء الطلق.
ويستند مؤشر "لعب الأطفال" من "فن سيتي" على استطلاع أجري بين يوليو وسبتمبر 2012 وشمل 400 أسرة مستطلعة تنتمي لجنسيات مختلفة ولديها أطفال تتراوح أعمارهم من 2-12 عاماً ويقيمون في مختلف إمارات الدولة. ويقيس المؤشر أنشطة اللعب الأساسية خلال اليوم الاعتيادي للطفل، مثل الوقت الإجمالي الذي يقضيه الأطفال من أيامهم في اللعب، والمقارنة بين اللعب في الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة وبين الألعاب الحركية (الإيجابية) والخاملة (السلبية)، وتقييم مستوى أنشطة اللعب الشائعة ومستوى الانفتاح على التكنولوجيا.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها مؤشر اللعب:
هناك ما يقرب من ربع الأطفال (26%) في دولة الإمارات العربية المتحدة يقضون 3 ساعات بمعدل وسطي يومياً في ممارسة أنشطة تتطلب التفاعل مع التكنولوجيا: مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو وألعاب الإنترنت. واحد من كل خمسة أطفال (20%) يقضون أكثر من 4 ساعات بمعدل وسطي على التلفاز يومياً.
و إلى جانب الألعاب التقليدية، يمتلك كل طفل على الأقل لعبة واحدة من نوع: "Xbox" أو "PS3" أو لعبة فيديو يدوية في صندوق ألعابهم، مما يساهم في زيادة الحاجة إلى قضاء وقت أكثر في الأماكن الداخلية. (إن لهذه الأجهزة تأثير كبيرة للغاية لدرجة أن الأطفال من الفئة العمرية (2-5) سنوات يقومون بزلق اصابعهم أو يلمسون شاشات التلفاز أو الهواتف النقالة على أمل أن "شيئاً ما سيحدث")1، في حين يبدو أن الشاشات التي تعمل باللمس تلقى قبولاً خاصاً لدى الأطفال، وهي ألعاب خاملة (سلبية) بطبيعتها. (أظهرت الدراسات التي أجريت في الدول الغربية أن الاستخدام الواسع لأجهزة اللعب اليدوية في سن مبكرة لها آثار سلبية على القدرة التحليلية وعلى تنمية مهارات الطفل بشكل كبير2.)
وبمعدل وسطي، ينشغل الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة في أيام الأسبوع لأقل من ساعة في الأنشطة الخارجية. ويزيد هذا الوقت إلى 1,5 ساعة خلال عطلة نهاية الأسبوع. (بينما بيّن خبراء علم نفس الأطفال أنه ينبغي أن يمكث الطفل 3 ساعات على الأقل يوميا في بيئة مفتوحة، وهذا أمر يصعب تحقيقه في هذه المنطقة على وجه الخصوص. ومن ضمن التداعيات السلبية الأخرى التي توصل إليها عدد من الباحثين هي "البدانة" لدى الأطفال - وهي مشكلة قائمة في دولة الإمارات العربية المتحدة).
المزيد
4 طرق للتعامل مع مشاجرات طفلك في المدرسة
درس العمر: علمي طفلك نشوة الفوز وتقبل الهزيمة
الآباء يشجعون الأبناء على خرق قوانين الفيسبوك