علا رجب: مشروع البيت الحجازي يعيد التراث السعودي إلى الأضواء
سيدة الأعمال السعودية علا رجب التي نشأت في مكة المكرمة وسط عائلة ممتدة من الجد والجدة والعمات وتوسعت لتضم الأبناء والأحفاد، مما زرع بداخلها حب الألفة والترابط الإجتماعي والتمسك بالعادات والتقاليد الجميلة التي بدأنا نفتقدها في هذه الأيام .. وبحكم أن والدها رحمه الله كان الأبن الوحيد لهذه العائلة فقد زرع فيهم بذور الإهتمام بالتراث من خلال حرصة الدائم على الإحتفاء بالمناسبات والأعياد على عمل الأكلات الحجازية . لذلك فقد ورثت علا رجب عن والدها حب الإهتمام بالتراث وبناءاً عليه فإنه من الممكن تعريفها بكونها سيدة عصامية بدأت من الصفر في تنفيذ مشروعها.
موقع "أنا زهرة" التقى بالسيدة علا رجب لتتحدث عن رحلتها المهنية
في البداية حدثينا قليلاً عن دراستك الجامعية؟
بعد تخرجي من المرحلة الثانوية، انتقلت الى الرياض بسبب عمل زوجي والتحقت بالدراسة في جامعة الملك سعود قسم رياض أطفال، وبعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس، اكتشفت ميولي متجهة نحو الإهتمام بالتراث بصفة عامة والتراث الحجازي خاصة.
وما هي أهم محطاتك المهنية؟
أحمد لله بعد مرور أكثر من عامين على بدأ مشروعي (البيت الحجازي) وجدت إقبالاً كبيراً من المجتمع على تقبل فكرتي ولا حظت إهتماماً من جميع الفئات لهذا المشروع وحنينا للعودة إلى الماضي وترسيخا للمحافظة على تراثنا الأصيل . كما أنني تمكنت بفضل الله من الحصول على جائزة ريادة الأعمال مبادرو جدة 2012 بالإضافة إلى مساهمتي الفعالة في العديد من المعارض وأهمها معرض شباب الاعمال ومعرض بساط الريح .
ماهي العقبات التي واجهتك بداية حياتك المهنية؟
بفضل من الله وحمدة فإنه لم تواجهني أية عقبات رئيسية تعيق عملي بل على العكس من ذلك وجدت التشجيع والإهتمام .أما أذا كان من عقبات فهي في الحقيقة تواجهه كل سيدة أعمال من صعوبة الحصول على التراخيص اللازمة وايجاد العمالة السعودية المدربة والملتزمة بالإضافة إلى عدم توفير الدعم المادي والإعلامي وكذلك عدم توفر الدعم الفكري من رجال الإعمال لتشجيع الشباب والاستفادة من خبراتهم العملية في التجارة، كما انني أرجود صعوبة في عقد الاتفاقيات مع المحلات الكبرى للتعريف بمنتجاتي.
هل تشجعين المرأة السعودية في دخول المجال المهني وبماذا تنصحينها؟
نعم أشجع المرأة السعودية وبشدة فإنني أشجعها على الإنخراط في المجال المهني لما له من آثار إيجابية عليها وعلى المجتمع فهي بذلك تقوم بتأدية خدمة تجاه بلدها وتساعد على القضاء على البطالة كما أنصحها بالصبر والتأني والدراسة الدقيقة للمشروع قبل البدء فيه حتى تتمكن من جني ثمار المشروع لاحقاً.
أين ترين المرأة السعودية بعد عشر سنوات؟
إن شاء الله أرى المرأة السعودية تتبوأ مراكز قيادية في القطاع العام والخاص حيث أن الاتجاه السائد الآن هو توفر الدعم اللامحدود للمرأة السعودية لكي تأخذ مكانتها الطبيعية في المجتمع ولا غرو في ذلك لأن 50 % من المجتمع يتكون من الاناث وقد حان الوقت لإعطاء الفرصة الكاملة لتحقيق الطموحات والرفع من الخدمات حيث يعتبر هذا العصر العصر الذهبي للمرأة التي يجب عليها استغلاله الإستغلال الأمثل وفرصة سانحة لها لكي تشمر عن ساعديها وتطرق جميع أبواب العمل.
لنتحدث عن مشروعك البيت الحجازي قليلاً؟
البيت الحجازي مشروع تأسس لكي نحافظ على ماضينا العريق وحاضرنا الزاهر لإعادة التواصل مع تراث الأجداد.. تعتبر مائدة التعتيمة أحد التقاليد الاجتماعية التي اشتهرت بها الأفراح والمناسبات الحجازية.. نقوم بعمل بوفيهات في التعتيمة الحجازية اصرارا منا على التمسك بالتراث القديم عمل الديكورات الشعبية و الحجازية و البدوية وتصميم توزيعات الهداية للرحماني والملكة وتلبية جميع الطلبات في قالب حديث متطور بفن وترتيب جميل للمؤسسات والشركات والبنوك والجامعات والمدارس والافراد.
نبعت فكرة تأسيس البيت الحجازي لتقديم التعتيمة الحجازية للأسباب التالية :
• حرص واهتمام عائلتي منذ فترة طويلة على تجهيز واعداد التعتيمة الحجازية في المناسبات خاصة في مناسبة فطور أول أيام عيد الفطر المبارك .
• تهافت جيل هذا اليوم وبشكل منقطع النظير وراء الحصول على الوجبات السريعة مثل البرجر والفرنش فرايز والبيتزا والتي اثبتت معظم الأبحاث بأنها من أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة البدانة بين المواطنين والمواطنات خاصة بين فئة الأطفال .
• اندثار واختفاء معظم العادات والتقاليد الحجازية التي كانت سائدة بالماضي .
• الهدف من مشروعي هو اهتمامي وحرصي على إحياء هذه العادات والتقاليد الجميلة والمحافظة على تراث الآباء والأجداد من خلال تقديم هذه الأكلات الشعبية بأسلوب عصري وحديث.
ماهي مشاريعك المستقبلية؟
نظرا للأقبال الملموس على منتجات البيت الحجازي فإن لدي الرغبة في الانتقال من العمل من المنزل إلى فتح عدة محلات بمدينة جدة حتي أتمكن من إيصال الاكل الحجازي الاصيل إلى أكبر شريحة ممكنة . كما ان لدى الرغبة في التوسع في جميع مناطق المملكة ودول الخليج للتعريف بالأكلات التراثية.
هل تحقق طموحك؟
تحقق بعض طموحي على الرغم من الفترة القصيرة على مشروعي حيث تمكنت من زيادة مبيعاتي وتحقيق نجاحاً باهر في مجال عملي وكما يقولون (بداية الغيث قطرة) وأطمح لتحقيق المزيد من الإنجاز وكما هو معروف فإن الطموحات لدي الفرد العصامي ليس لها حدود ودائما يسعى على الحصول على المزيد والمزيد.
إقرئي ايضاً:
السعودية ريم أسعد…هل سرق المجتمع والبيروقراطية من أعمارنا؟
بعد الملابس الداخلية..تأنيث محلات المكياج بالسعودية