زواج السياسيين بالشهيرات: حبّ أم مصلحة؟
السلطة، المال، السياسة... مثلث أصبح في حياتنا المعاصرة على علاقة وثيقة بالفن والشهرة. علاقة لم تعرف على مر الزمن سوى المخاطر المحفوفة بالسرية والفشل، ونادراً ما كانت تكلّل بالزواج.
لا يخلو العالمان العربي والعالمي على مر التاريخ من قصَص الغموض والإثارة في هذا النطاق. ولطالما إستمالت النجمات والإعلاميات والشهيرات قلوب وعقول السياسيين لأسباب تختلف بين رجل وآخر، إمّا للتباهي أو إشباع الغرائز أو ربما لتأمين مساندة في عالم الأضواء.
من جهة أخرى، يرجع علم الإجتماع ظاهرة زواج الشهيرات برجال السياسة إلى حب السلطة والنفوذ خصوصاً للمبتدئات بما أن السلطة تعني القوة.
وعلى النقيض، تؤكد الأبحاث والدراسات الأسرية في تنظيم المجتمع أنّ هذا الزواج هو مجرد سلوك عارض للتوفيق بين الشهرة الفنية والسياسية في آن، وبالتالي هو ارتباط قائم على المصلحة والصفقة لإشباع الرغبة الجنسية وليس بغرض تكوين أسرة، بدليل أنّ معظم الحالات لم يُعلن عنها إلا بعد وفاة السياسي أو بعد مرور عقود من الزمن.
في ما يلي أبرز الزيجات في هذا الإطار على مرّ التاريخ:
زواج الفنانة المسرحية المصرية فاطمة سري "عُرفياً" من السياسي محمد بك شعراوي إبن علي باشا شعراوي وهدى هانم شعراوي رائدة تحرير المرأة. وقد أنكر محمد بك شعراوي زواجهِ من فاطمة وأبوته لإبنتها. وبعد ثلاث سنوات من النزاع القضائي، حكمت المحكمة لصالح سري ونسبت إبنتها إلى شعراوي، لكنها حُرمت من رؤيتها حتى وفاتها في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.
اعتزلت "سندريلا السينما الغنائية" ليلي مراد الفن وتزوجت من وجيه أباظة، أحد الضباط الأحرار الذي أوكل إليه في ليلة 23 يوليو قيادة القاعدة الأساسية للقوات المسلحة الجوية. لكنّ قصة الحب لم تدم سوى عام بعدما تحرّك في أحشائها جنين كان ثمرة الزواج. وحتّمت ظروف عمل أباظه وسفره ومهامه كرجل مسؤول أن يبتعد نهائياً معلناً نهاية قصة زواجهما، لتعود بعد ذلك مراد إلى السينما من خلال فيلم "الحياة حب" عام 1954.
وإلى لبنان وصيف عام 1970، ننتقل إلى زواج الشحرورة صباح من النائب جو حمود الذي فرضَ عليها بعض القيود وصلت إلى حد التدخل في أعمالها الفنية. وبعد مرور ثلاثة أعوام على زواجهما، أدركت الفنانة اللبنانية أنّ الحياة الزوجية بينهما لا يمكنها الإستمرار، فكلاهما صاحب ميول مختلفة. وما أن إنتهت الإنتخابات النيابية عام 1972 حتى إنفصلا بصورة نهائية.
زيجات سياسية فنية معاصرة:
زواج النائب اللبناني عقاب صقر والاعلامية في قناة "روتانا خليجية" نادين فلاح قبل أشهر في بلجيكا حيث يقطن منذ أقل من سنة لأسباب أمنية. ويُعد هذا الزواج الثالث لنادين. ففي العام 2000، ارتبطت بمهندس ومخرج مصري ما لبثت أن إنفصلت عنه بسبب الخلاف على الإنجاب لترتبط بعد أقل من ثلاثة أعوام برجل لبناني لم يُكتب لهما البقاء معاً أيضاً. أما صقر، فيُعد هذا الزواج الثاني له.
زواج الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي من عارضة الأزياء والمغنية الإيطالية الحسناء كارلا بروني الذي أثير حوله الكثير من الجدل في فرنسا. كان ساركوزي حينها أول رئيس فرنسي يطلّق زوجته أثناء فترة حكمه ليدخل في علاقة حميمة انتهت بالزواج من عشيقته.
أخيراً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّه في الكثير من الأحيان يخرج أهل السياسة من الصورة ليحلّ مكانهم رجال الأعمال كزواج الفنانة الإستعراضية دينا من رجل الأعمال الشهير حسام أبو الفتوح، وزواج الفنانة اللبنانية هيفا وهبي من رجل الأعمال المصري المعروف أحمد أبو هشيمة وطلاقهما منذ أسابيع. هذا من دون أن ننسى النهاية المأساوية التي شهدتها علاقة رجل الأعمال المصري هشام طلعت بالفنانة اللبنانية سوزان تميم، وقد إتّهم بالتحريض على قتلها قبل سنوات في دبي.
إذاً هي حكايات علنية وسرية ستستمر مع إشراقة كل يوم جديد، لكن يبقى لكل منها دوافعها وأسبابها التي قد لا يعرفها العالم مهما مرت السنون...
للمزيد:
دومينيك حوراني: لا يُسمح لي بالتكلم عن زواجي أو طلاقي!
ماذا عن أوباما ونانسي عجرم وكاتي بيري في ذكرى زواجهم السنوية؟