يُقال أنّ إشراقة الوجه تبدأ من العينين والمساحة المحيطة بهما. الأمر صحيح، والدليل تشديد العديد من خبراء التجميل العالميين أمثال الأمريكية "بوبي براون" على إختيار الكونسيلير (خافي العيوب) المناسب ووضعه بما يلائم الوجه أولاً قبل خطوات المكياج الأخرى.
إلا أنّ هذه الإشراقة وإن بدأت بالعينين، فهي تنتهي حتماً عند الإبتسامة الجميلة والأسنان الصحية بما يلائم كل سيدة على حدى. هذا الإنطباع هو بالتحديد ما خرجنا بهِ من عيادة طبيب تقوييم وتجميل الأسنان والفكين "فادي يعقوب" الذي خصّنا بحديث مفصل عن الأسنان من الألف إلى الياء. إليكِ ما جاء في اللقاء:1- أولاً أخبرنا قليلاً عن خلفيتك المهنية ودراستكَ الجامعية.
درستُ طب الأسنان أولاً في جامعة الياسوعية في بيروت، ثمّ سافرت للتخصّص في تقوييم وتجميل الأسنان والفكين في جامعة باريس الخامسة. وقد عدتُ إلى لبنان في العام 2001 لمزاولة المهنة بشكل رسمي، وحالياً أنا أعمل في ثلاث عيادات مختلفة. 2- التخصّص في عالم طب الأسنان، أليسً أقل شيوعاً بالمقارنة مع الطب في مجالات الأخرى؟ صحيح ولكن هذا كان منذ زمن. أمّا الآن فبات مطلوباً من كل طبيب أسنان التخصّص لا سيما وأنّ منطقة الفكين مهمة جداً للإطلالة السليمة. حتى أنّ آخر الدراسات مع أطباء التجميل والجلد أثبتت أهمية إصلاح الفكين والأسنان أولاً قبل أي تدخل جراحي أو حقن بالفيليرز... 3- نحن اليوم موجودين في العيادة المتعدّدة الإختصاصات Medic 8 الجديدة والتي ترأس زوجتكَ إدارتها. أخبرنا بإختصار عنها لا سيما أنّها تعنى بالجمال بشكل مباشر إضافةً إلى الصحة. كما يدل الإسم، تجمع العيادة 8 إختصاصات في مجالات مختلفة ولكن متناسقة بحيث تسمح للمريض الإستفادة من عدة خبرات في نفس الوقت داخل أجواء مريحة جداً وهادئة. وهذه الإختصاصات ترتبط كما ذكرتم بشكل أو بآخر بالجمال إضافةً إلى الصحة، بما في ذلك الأسنان والجلد والعيونوالجراحة التجميلية والتغذية. 4- قبل أن ندخل في صميم موضوعنا والأسئلة التي تدور في بال الكثير من قارئات"أنا زهرة"، برأيكِ ما الفرق بين ما تبحث عنه المرأة وما يبحث عنه الرجل عند زيارة عيادتك؟ الفرق إختلف كثيراً خلال السنوات العشر الماضية. فقبل ذلك كانت المرأة هي التي تبحث عن الإبتسامة الجميلة في معظم الأوقات. أمّا اليوم فنسبة إهتمام الرجل بأسنانه وجمالها إرتفعت كثيراً لأنه بات على يقين بأهميتها. يكفي النظر إلى صور النجم توم كروز قبل وبعد التقويم لمعرفة أهمية الأسنان بالنسبة لإطلالة الرجل بشكل عام. 5- بالحديث عن جمال الإبتسامة والتقويم بالتحديد، هل يتم ذلك عبر الـ Braces أي الأقواس التقليدية فقط؟ كلا، بل أصبح يوجد الآن تقنية حديثة تُعرف بإسم Invisalign وهي البديل الخفي للأقواس المعدنية. 6- أي أنّها أقواس غير مرئية؟ هي بالأحرى أجهزة غير مرئية ذات أرقام متعدّدة شبيهة بتلك التي تستخدم لتبييض الأسنان في المنزل، ويمكن إزالتها ومن ثم وضعها. ويتم تغيير رقم الجهاز كل أسبوعين لدى الطبيب على مدى أشهر حتى تحصل السيدة على شكل الأسنان الذي ترغب بهِ. ورغم أنّ نتيجتها مضمونة، فإنّها لا تلائم البعض ويتم تحديد ذلك عند تشخيص الحالة أولاً. 7- لننتقل إلى التبييض، الأكثر أهمية لدى السيدات. ما هي التقنية الأحدث والأفضل حالياً، علماً أنّنا نسمع شائعات كثيرة عن التبييض بالليزر والجيل والـ Lead...؟ جميع هذه التقنيات جيدة ولها فعالية تختلف بحسب نوعية أسنان السيدة. أمّا الأحدث والأجدد في هذا النطاق فهو الـ Heat Whitening أي التبييض عن طريق تعريض الأسنان لحرارة معينة تنشط الجيل المبيض. وهذه التقنية هي نتاح دراسات أثبتت أنّ الحرارة المرفقة بالليزر هي التي تنشط المادة المبيضة وليس الشعاع نفسه، والذي قد يكون له تأثيرات جانبية غير مستحبة على المدى الطويل. 8- بغض النظر عن التقنية المستخدمة، هل من أسنان صالحة وأخرى غير صالحة للتبييض؟ أجل بدونِ شك، فهناك نوعية أسنان لا يجوز طبياً تبييضها كالتي تعاني من ضعف في اللثة أوتحسّس مفرط. إلا أنّ الخيار النهائي يبقى للسيدة هي وحدها. وأشير هنا أنّ الأسنان هي ليست كالأظافر أو الشعر، فهي لا تتجدّد وتتصل عبر الأعصاب بأعضاء الجسم الأخرى، وبالتالي لا يجب المخاطرة بها. 9- لنفترض أنّ السيدة خضعت للتبييض ولكنّها لم تحصُل على النتيجة المرجوة. ما هي الأسباب خلف ذلك في هذه الحالة؟ الأسباب تتراوح بين تكوين الأسنان ونوعية الغذاء والتدخين... والتناول الكثيف لمادة الفلوريد أي الـ Fluoride أثناء الطفولة. وهذه المادة متوفرة في معاجين الأسنان وبعض الأطعمة وكان دائماً يُروج لها تحت شعار أنّها مفيدة لنمو أسنان قوية رغم عدم إثبات ذلك في بحوث علمية مصدقة. 10- ماذا عن المضاد الحيوي؟ يقال أنّ التبييض لا ينجح بالنسبة لمن تناول المضادات الحيوية في صغره... صحيح، ولكن فقط بالنسبة لمن تناول المضاضات بكمية مرتفعة في صغره وخلال فترة معينة منتكوين الأسنان الثابتة تحت اللثة. 11- أيضاً بالنسبة لبياض الأسنان، أيّهما أسوأ: التدخين أو القهوة؟ التدخين بدون أي شك، فتأثيره يشمل الأسنان واللثة والصحة في آن. ففي حين يمكن تنظيف الأسنان بعد تناول القهوة، لا يمكن تنظيف الجسم من الداخل بعد التدخين. وهذا علماً بأنّ الأخير يؤدي إلي إفرازات في لعاب الفم تؤثر على لون الأسنان واللثة مع مرور الوقت. 12- يقال أيضاً أنّ معقم أو مطهر الفم قد يحتوي على مواد تؤثر سلبياً على بياض الأسنان. هل هذا صحيح؟ أجل هذا صحيح ولذلك يُطلب دائماً عدم إستخدام معقم الفم خلال مرحلة التبييض. 13- إلى جانب التقويم والتبييض، هناك ما يُعرف تجارياً بتقنية الـ Hollywood Smile والتي تبدو نتائجها غير طبيعية في الكثير من الحالات. أخبرنا عن وجهة نظرك في هذا السياق. هذه التقنية تلجأ إلى تلبيس الأسنان بطبقة جديدة تعطي نتيجة مثالية في المبدأ. إلا أنّه وللأسف يتم تنفيذها في الكثير من الأحيان بأسلوب خاطئ أو فوق أسنان غير مناسبة، فتكون التنيجة غير طبيعية كما ذكرتم. 14- بما أنّ التقنية تلجأ إلى التلبيس، ماذا عن مصير الأسنان الطبيعية؟ في حال لم يتم التلبيس بالأسلوب الطبي الصحيح أو لم يتم صيانة المادة المستخدمة بشكل منتظم، فقد تتلف الأسنان أو تضعف. لذلك يجب تقييم كل حالة جيداً وتوعية السيدة قبل اللجوء إلى هذه التقنية.وهذا بدون أن ننسى بأنّه كلّما كانت الأسنان مزدحمة، كلّما إحتاج الأمر إلى تقوييم قبل أي تلبيس لعدم إيذاء الأسنان. 15- مَن صاحبة أجمل إبتسامة بين شهيرات العالم برأيكَ؟ جوليا روبيرتس، والجمال يَكمن في لثتها التي تظهر حين تبتسم، ما يعني أنّ الإطلالة غير المثالية قد تكون بغاية الجاذبية. 16- بالحديث عن اللثة أيضاً، هل منَ المُمكن تفتيح لونها إذا إحتاجَ الأمر؟ أجل عبر تقنية تقشير خاصة. إلا أنّ نجاحها يختلف بين من تعاني من لثة داكنة نتيجة عوامل وراثية،ومَن إكتسبت اللون نتيجة عوامل أخرى خارجية (كالطعام والتدخين...). 17- نصائح أخيرة للمرأة العربية للعناية بإبتسامتها؟ أولاً زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر حتى لو لم تكن تعاني من أي مشكلة، ثانياً تنظيف الأسنان بإنتظام بالفرشاة والنسيج لا سيما قبل النوم مباشرةً، وثالثاً الإبتعاد عن كل ما هو تجاري وإستشارة أكثر من طبيب دائماً للحصول على إبتسامة طبيعية وصحية تليق بها هي فقط!