حضرت أعمال البيئة الشامية في موسم 2012 من خلال أربعة مسلسلات هي "الأميمي"، و"زمن البرغوت"، و"طاحون الشر" و"لعنة قسم"،  واستحقّت بجدارة عنواناً بارزاً هو "التكرار وافتقاد الأمانة في نقل صورة صحيحة عن المجتمع الدمشقي". تكررت الصور عن الحواري ذاتها مع اختلاف بسيط في أسماء الشخصيات والأبطال والحدوتة المطروحة، بالإضافة إلى أسلوب الكاتب في الحبكة الدرامية لشخصيات قصته، ورؤية المخرج. لذا يمكننا القول إنّ القالب العام بقي كما هو من دون تغيير. ويكفي اعتراف الكتّاب والمخرجين بأنّها "حدوتة" عن حارة مفترضة تدور أحداثها في دمشق، حتى يأتي التأكيد على فقدان الأمانة في نقل صورة عن واقع المجتمع الدمشقي في المراحل السابقة. تضاف إلى ذلك بعض التصرفات والعادات والتقاليد القديمة التي رفضها الدمشقيون، خصوصاً في ما يتعلق بالمرأة التي بقيت جاهلة في مختلف الأعمال الشامية، لا يحقّ لها أن تحبّ ولا أن تتعلم، وترسخت صورة عنها بأنّها ثرثارة وفارغة. صورة أخرى تتكرر في كل عمل دمشقي هو أن نرى "ثائراً أو مجموعة ثوار، أو مناضلاً أو مجموعة مناضلين" يحررون مخفراً من الاستعمار (فرنسياً كان أم عثمانياً). ويغيب عن الكاتب والمخرج أنه من المعروف عن القائد الفرنسي أنه كان يدمّر حارة بأكملها على رؤوس قاطنيها إذا وجد فيها بضعة ثوار أو مناضلين أو "متمردين" حسب تسمية الفرنسيين لهم. لذلك، كان الثوّار والمناضلون في ذلك الوقت يتخذون الأرياف والغوطة مقرات لهم، في حين تابعنا في الأعمال الشامية أن المستعمرين "مهرّجون" تقدّمهم الدراما الشامية بصورة كوميدية. لم نتابع أي توثيق أو جدية في الطرح في ما يتعلق بأحوال البلاد تلك الفترة، ففي حين أنّ التوثيق يأتي من خلال الإشارة إلى الحقبة التي يمر فيها العمل أكان في زمن الاحتلال العثماني أو الفرنسي، إلا أنّه لا حديث عن مقاربة مع ما تمت دراسته في كتب التاريخ عن الظلم والقهر والاستبداد الذي عاشته دمشق وسوريا في زمن المستعمرين، فأين ظلم واستبداد جلال باشا السفاح العثماني؟ أو الجنرال غورو الفرنسي؟ أما تشابه الطرح، فهو مشكلة أخرى تقع فيها الدراما الشامية أيضاً. في ظل إنتاج أعداد من الأعمال في أوقات متقاربة واعتماد المخرجين على أسماء بعينها، وكسلهم في البحث عن الجديد أو عدم مغامرتهم في طرح ممثلين جدد بدلاً من المعتادين، فإنّ من يشاهد مسلسلاً ويغيّر المحطة إلى عمل آخر فلن يلاحظ  ذلك الاختلاف الكبير. المزيد: “زمن البرغوت” يعود من جديد سلمى المصري: المرأة الشامية “ست بيت”