"الأمومة" شعور تنتظره كثيرات بوصفه إحدى أسعد اللحظات في الحياة. سيرين حامل في الشهر التاسع وتبلغ 28 عاماً. وهي تنتظر ساعة الولادة بفارغ الصبر من أجل تحقيق الأمنية التي كانت تحلم بها منذ طفولتها. دخلت سيرين المستشفى بعدما شعرت بعوارض الولادة. وبعد ساعات قليلة، أنجبت مولودتها الجديدة "لارا".
بعد يومين على الولادة، بدأت سيرين تشعر بانزعاج شديد من ابنتها الجديدة وتعتبرها السبب الرئيسي لقلة نومها وعدم حصولها على الراحة الكافية. لا تريد سيرين في هذه الأيام سوى الصراخ والبكاء من شدة انزعاجها على عكس توقعاتها في السابق. اتصل زوج سيرين بطبيبتها وأخبرها عن العوارض التي تشكو منها وعدم رغبتها حتى في إرضاع ابنتها من شدة انزعاجها. "اكتئاب ما بعد الولادة" هذا ما تعانيه سيرين بحسب الطبيبة، فهذا النوع من الإكتئاب يصيب 10 الى 15% من النساء بعد الولادة لأسباب عدة منها تغيّر الهرمونات في جسم المرأة بعد الولادة وقلة النوم وتعب الولادة ومسؤولية طفل جديد والشعور بالخوف تجاه صحة المولود الجديد، فضلاً عن عدم تلقي الدعم الكافي من قبل العائلة والمحيطين بها.
لذلك طلبت الطبيبة من زوج سيرين بأن يقدم الدعم الكافي والعطف والحنان لزوجته لأنّه أقرب الأشخاص اليها ويستطيع الإسهام في تحسين صحتها النفسية. كما طلبت منه الإعتناء بطفلته الجديدة، ما يخفف من المسؤولية عن كاهل سيرين ويجعلها تحصل على ساعات نوم إضافية. وتجدر الإشارة الى أنّ الطبيبة طلبت من زوج سيرين عرضها على طبيب مختص في حال استمرت هذه العوارض لأكثر من أسبوعين لأن ذلك قد يؤثر في حياتها الصحية والنفسية. من جهة أخرى، اتصلت الطبيبة بسيرين لرفع معنوياتها وإخبارها عن بعض المأكولات الغنية بعنصر الماغنزيوم كاللوز والجوز والخضار الخضراء وثمار البحر التي يجب الإكثار من تناولها خلال هذه الفترة، لأنّها تمدها بالراحة والهدوء.
حاول زوج سيرين اتباع نصائح الطبيبة وطلب من العائلة مساندة زوجته كي تتمكن من تخطي هذه المرحلة. وفعلاً شيئاً فشيئاً، تخطت سيرين هذه المرحلة وبدأت تعيش شعور الأمومة الرائع. وأنت سيدتي، هل مررت بتجربة تشبه تجربة سيرين بعد الولادة؟