مع الأسف، لا ينظُر الكثير من الأزواج إلى أهمية التكافؤ إلا بعد فوات الأوان. لا شك في أنّ الأسباب الحقيقية للاختلاف والتباين بينَ الزوجين قد تشمل شتى المجالات الثقافية والإجتماعية وربما المالية، إلا أنّ تحقيقنا اليوم سيسلّط الضوء على فارق السن الكبير بين الزوجين الذي قد يزيد عن 30 عاماً وربما يصل إلى الـ60 تماماً كحال الناشر الأميركي المعروف هيو هفنر (86 عاماً) وعارضة الأزياء كريستال هاريس (26 عاماً).
ويؤكد خبراء علم النفس والإجتماع أنّ مشكلة فارق السن الكبير بين الزوجين لا تظهر سلبياتها الحقيقية إلا بعد مرور فترة طويلة على الإرتباط، خصوصاً عندما يتجاوز الفارق 20 عاماً ويكون الرجل الأكبر سناً. ففي وقت يبدأ فيه الزوج بالتفكير في التقاعد، تسعى الزوجة لإثبات ذاتها عن طريق التفكير في تحقيق أحلامها وطموحاتها، فتتفاقم مشكلة التواصل الفكري ويظهر حجم الهوة بين جيلين متناقضين تماماً.
وبين اندفاع الزوجة نحو الحياة وحاجة الزوج إلى الاستقرار النفسي والجسدي، ينصح الخبراء الرجل والمرأة بأن لا يتجاوز فارق السن بينهما عشر سنوات ليكون الزواج ناجحاً ومتقارباً في الفكر والجسد، علماً أنّ الرجل يصل إلى مرحلة النضج متأخراً سنوات عن المرأة.
تجارب ناجحة
قليلة هي التجارب الناجحة التي أثبتت أنّ فارق السنّ لا يمنع التكافؤ والسعادة بين الطرفين. والأرجح أنّ العلاقة في هذه التجارب قد نجحت بفضل تعويض الزوج لفارق السن بينه وبين زوجته بمزيد من الاحتواء الإنساني والعاطفي الأقرب إلى الأبوة. وخير دليل على ذلك زواج نجمي هوليوود مايكل دوغلاس وكاثرين زيتا جونز الذي تنبأَ له كثيرون بالفشل منذ البداية، لكنّه حتى الساعة ما زال قائماً ويثبت أنّ مسألة العمر ليست السبب الوحيد لفشل إرتباط من هذا النوع.
تجارب فاشلة
ونبقى في هوليوود ولكن على النقيض من تجربة آل دوغلاس وجونز الإستثنائية، فقد فشلَ النجمان ديمي مور وأشتون كوتشر في المحافظة على زواجهما لأكثر من ست سنوات بعد إنتشارَ خبر خيانة كوتشر لمور مع فتاة تصغرها سناً. ورُغم إهتمام النجمة الناضجة بجمالها وجاذبيتها، فقد فشلت في محو آثار الأعوام الـ 16 التي تكبر زوجها بها، ما أدى إلى طلاق حتمي.
زواج حب أم مصلحة؟
وننتقل الآن إلى الزواج العقلي أو ما يُطلق عليه البعض تنويهاً "زواج المصلحة" الذي أصبح ظاهرة تتفاقم يوماً بعد آخر. واللافت في هذا الزواج هو إدّعاء الأصغر سناً أنّ سبب الإرتباط هو الحب المبني على العقل، متجاهلاً أنّ فرصة فشل الزواج موجودة في جميع الزيجات وليست متوقفة على فارق السن.
ويُعرَّف زواج المصلحة بحسب علماء النفس والإجتماع بأنّه إرتباط مبني على الإستغلال والوصول إلى غاية معيّنة، وبالتالي هو عبارة عن صفقة تكون قوامها في معظم الحالات المادة أو حاجة الطرف الأكبر إلى الشعور بأنّه ما زال شاباً وقادراً على الإرتباط وربما الإنجاب.
زواج مع وقف الحكم عليه
ممّا سبق ومع تعدد العلاقات وإختلاف الأجيال وكثرة المصالح، بات للزواج الكثير من الأهداف التي قد تتمثل في المتعة والشعور بالأمان والطمأنينة وإنشاء أسرة والمزيد من الغايات ولكن بحسب كل علاقة.
وحتى كتابة تحقيقنا هذا، يبدو أنّ الحب كان السبب الأول في زيجة هيو هوفنر وكريستال هاريس التي تصغره بـ 60 سنة. بعد مُضي سنتين على إنفصالهما في كانون الأول (ديسمبر) 2010 وإعلان العروس بيعها لخاتم الخطوبة بمبلغ 90 ألف دولار، غرّدت هاريس على صفحتها الرسمية على موقع تويتر مؤكدةً زواجها ليلة رأس السنة في قصر العريس الواقع في ولاية لوس أنجلوس الأميركية.
ورغمَ أنّ زيجة المشاهير تنال قسطاً وافراً من أخبار الصحف والمجلات وفضول المعجبين في معرفة التفاصيل الصغيرة ومدى الترف الذي أحاط بالعروسين، إلا أنّ العكس هو ما حصلَ في زفاف هفنر وهاريس. كان لافتاً وجود أمرين أثارا استغراب النقاد والمحيطين بشكل عام وهما: إرتداء العروس لثوب الزفاف نفسه الذي كان مقرراً أن ترتديه قبل عامين أي قبل وقوع الإنفصال بينهما، وهو من تصميم Romona Keveza. وكانت هاريس قد أعلنت حينها نيّتها إرتداء فستان وردي اللون ليكون حفل الزفاف متعدّد الألوان.
أما الأمر الثاني فهو إعلان العروس في تغريدة لها عن دعم هفنر لحبّها لحوريات البحر، ما وجده كثيرون مضحكاً وغريباً بما أنّ دعم العريس لا يخص قضية إنسانية أو ثقافية بل يتعلّق بقصص خيالية لا تمت للواقع بصلة.
وبَعد، هل لنا أن ننتظر الأيام وربما السنوات لنحكم على هذا الزواج أم أن المكتوب يُقرأ من عنوانه؟
للمزيد: