نشر د. عبدالرحمن يحيى القحطاني على موقع صحيفة "سبق" الإلكترونية هذا الأسبوع مقالا مثيرا للجدل بعنوان "الرسائل الجنسية وتبعاتها". وقد انتشرت في الآونة الأخيرة لمن يتابع أخبار المجتمع في منطقتنا العربية، قضايا كثيرة لابتزاز وجرائم مختلفة كان سببها وصول رسائل جنسية عبر الهواتف ثم تناقلها من هاتف إلى آخر. وللأسف تتضمن هذه الرسائل صورا خاصة لفتيات مراهقات أو نساء وصلت بطريقة ما لشخص آخر إما من خلالهن أنفسهن أو من خلال أحد قريب منهن. وذلك بدوافع مختلفة كالابتزاز أو التسلية أو حتى الجهل وأحيانا بزعم الحب.   يقول القحطاني "إن هذا السلوك الأخلاقي المنافي لقيمنا الإسلامية، بدأ يظهر في مجتمعنا، وبازدياد مطَّرد، لدى شرائح متعددة من الشباب والفتيات. أقصد بذلك المراسلات الجنسية، أو ما يسمى بالمصطلح الإنجليزي بالسكستينج "Sexting"، الذي يُعرَّف بأنه إرسال أو استقبال رسائل جنسية صريحة أو مبطنة، سواء كانت نصية أو صوراً أو مقاطع فيديو. ويشمل ذلك رسائل الجوال والإيميل والوسائط الاجتماعية كالـ "واتس أب" وغيرها".   ويضيف القحطاني أن "ضغط الأقران له أثره في ذلك؛ حيث ترتفع لدى هذه الفئة نسبة الضغوط من قِبل من يراسلونهم لإرسال صور عارية لأنفسهم!! فالشخص يكون أكثر عرضة لممارسة التراسل الجنسي عندما يكون لديه أصدقاء يمارسون ذلك!! ولعل من المخاطر الرئيسة لـ "سكستينج" هو نشر الصور الفاضحة، سواء للفتاة أو الشاب، على الإنترنت؛ ما يُمثل صدمة كبيرة على الفرد وإصابته بعلل نفسية، وخصوصاً إذا كانت الضحية هي الفتاة، وقد يخسف بحياتها الأسرية والاجتماعية، ويعرضها للعنف والنبذ من العائلة". ودعا القحطاني الباحثين لإجراء دراسات اجتماعية ونفسية وصحة، مشيراً إلى أن الدراسات المتعلقة بممارسة الـ"سكستينج" في مجتمعنا نادرة، وهناك فجوة واضحة تجاه دراسة هذا السلوك ونسبة انتشاره في المجتمع. بينما يؤكد أيضاً على أهمية دور الأسرة "المحضن التربوي الأول" في توعية أبنائها بخطورة هذا السلوك؛ فالوقاية دوماً خير من العلاج؛ فلا بد من توجيه المراهقين حول الاستخدام الأمثل للأجهزة، وتعريفهم بمخاطرها. وقبل إعطاء الجوالات أو الأجهزة الذكية يجب تعريف الأبناء بمخاطرها، بما في ذلك احتمالية تواصل الغرباء معهم وإرسال رسائل جنسية. والسؤال المهم الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا بعد أن طرحه القحطاني في مقاله هو "ماذا تصنع إذا وجدت أحد أبنائك، ذكراً كان أو أنثى، يقوم بذلك؟"... اقرئي أيضاً: حين تعود العذرية لفاقداتها..ولكن مخاوف خاصة بالنساء فقط