قصة واقعية: مطلقان عاطفيا منذ 10 سنوات
أعزائى القراء مسألة اليوم من أعجب وأجمل المسائل الزوجية التي مرت بنا فهي من الحالات القليلة التي أبكتني عندما انتهت بالنهاية التي ستعرفونها إنها الطلاق الصامت الذي دام بين عبير و سعيد من 10 سنوات.
فعندما جلست عبير تقدم طلبها للطلاق وزوجها الذي رزقت منه بأربعة أبناء جالس أمامها لاحظت عليها الحياء الشديد منه ،أرايت يوما زوجة تطلب الطلاق وهي على حياء و في قمة الاحترام في جلسته أمامه والرجل كذلك يتكلم عنها بكل هدوء واحترام حتى في نقده لها وهي ذكرت مزاياه أنه طيب حنون كريم لكنه مزاجي، يحب أولاده محترم لا يسب لا يرفع صوته عليها ، ثم ذكرت عيوبه من انتقاده لها وقلة نفقته كما ينبغي فرد الزوج بأنه ينفق ما تيسر له لأنه يعمل بالتجارة وهي يوم فوق ويوم تحت.
وبسؤاله عنها انتقد أنها ممتلئة الجسم ولا تعتني بنظافة الأولاد على ما يرام و تهمل في إطعامهم لكنها امرأة صبورة عليه رغم هجره لها. لكن مشكلتها في انشغالها بالأيفون واللابتوب و كنت ألاحظ عليهما أثناء الحديث نظرات احترام لبعضهما.
فبدأت ألعب كمستشار أسري على هذا الوتر فذكرتهما ولفت نظرهما لوجود حب و عاطفة بينهما قوية لكنها علاها الغبار ولأتربة بسبب الصمت و الانطوائية الزوجية فنطق الزوج يقاطعني : أنا أخذتها عن حب وما زلت أحبها ومهما انتقد فلا ولن أصل لطلب الطلاق مثلما فعلت هي، وكل ما ألاحظه أنها ضغطت ماديا الفترة الأخيرة و كانت الخادمة قد سافرت دون عودة من 5 أشهر وأنا عملي يتطلب تأخري في تجارتي هذا كله خلق عندها هذا الضغط واليوم فقط وبعد عشر سنوات من الصمت عرفت قيمتها حين تركتني أسبوعا، فمهما كانت مهملة فالبيت بغيرها قبر موحش صحيح أنا أنظف أولادي وأطعمهم لكن كان مفروض أعينها عليهم من البداية وأحتويها لأني ما زلت أحبها. وقالت الزوجة وهي تسمع تلك الكلمات وهي تبكي أنا محرومة منك ليش تحرمني منك من نفسك من ريحتك من قربك.
فدمعت عين الزوج وهو يعترف بدموعه بخطئه لكن في الوقت نفسه قلت لها : وأنت يجب أن تمارسي الرياضة وتنزلي وزنك لأن من حقك عليه أن يراك كما يحب لا كما تحبين أنت و لا تهملي طعامه ولا نظافة الأولاد. تمشوا سويا فالمشي يخرج طاقتنا السلبية سافروا ولو لعمرة في سياحة دينية ودنيوية تباحثوا تناقشوا في أي شيء ارووا عطش قلوبكم التي حرمت حديث محبين ضلا طريق التواصل هل يعقل أن المرة الوحيدة التي طال فيها حديثكما لثلاث ساعات من 10 سنوات هي المرة التي اتفقتما فيها على الطلاق .
اذهبي فاعتني به وبأولادك و كوني كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة :إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في دينه وعرضه) وأنت قم وقبل رأسها وتذكر قول النيب الكريم : (رفقا بالقوارير) فقام الزوج إلى زوجته وما اكتفى بتقبيل رأسها بل أخذته جلالة الحب ونسى جلوسي بينهما فاحتضنها فأغمضت عيني وأنا أسمعها تبكي وتضحك وهي تبادله مشاعر الحب فدعوت لهما بدوام المحبة وطرد الشيطان من بينهما وأنقذت أسرة بها 4 أبناء من الغرق في بحر ظلمات الطلاق وقبل المغادرة قال الزوج : يا عبير يا زوجتي : هل في قلبك أي شيء في خاطرك مني لم تقوليه فهزت رأسها ضاحكة والدموع بعينها فقام و صحبها إلى الباب وكأنهما عروسين في شهر العسل فلما خرجا بكيت فرحا بنعمة الله أن جعلنا سببا في لم الشمل وإصلاح ذات البين فلله الفضل والحمد و الثناء الحسن.
اقرئي أيضاً:
قصة واقعية: الزوج مسالم والزوجة متمردة
قصة واقعية: زوجتي تغار من ابنتي