مع بدء عروض أزياء أسبوع باريس للهوت كوتور، لا بد من التوقف عند خبر عودة الابن الضال جون غاليانو إلى عالم الموضة.
يعتبر البريطاني غاليانو أحد أبرز مصممي الأزياء المعاصرين، ويتمتع بموهبة فذة دفعت بصديقه المصمم أوسكار دو لا رنتا، ليكسر طوق العقاب الذي طاله نتيجة تهجمه في شهر شباط عام 2011 على مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يجلسون بجواره في مقهى بجانب بيته، حين وجه لهم إهانات اعتبرت معادية للسامية، وقد انتشر حينها الفيديو الذي صور هذه المشاجرة عبر اليوتيوب، ما دفع دار Christian Dior لطرده في شهر آذار من نفس العام، بعد 14 عاماً من الإبداع، دون منحه فرصة ثانية رغم اعتذاره وتبريره أنه كان خاضعاً لتأثير الكحول.
العقاب مستمر:
قادة عالم الموضة لم يكتفوا بطرد غاليانو من دار Dior، بل حرص برنار آرنو الرئيس التنفيذي لمجموعة LVMH المالكة لديور وعدة دور أزياء كبيرة أخرى، على عدم منح غاليانو أي فرصة للعمل مع أي دار أزياء تملكها المجموعة. وبالفعل فإن غاليانو ظل مبعداً عن العمل رغم تسرب بعض الأخبار في العام الماضي عن ترشحه لاستلام زمام دار Elsa Schiaparelli في محاولة لإعادة إنعاش الدار التي يملكها الملياردير الإيطالي دييغو ديلا فالي صاحب مصانع الأحذية والجلود، ومالك نادي كرة القدم لمدينة فلورنسا " فيورينتينا"، لكن الملياردير الإيطالي نفى الأخبار.
ندم واعتذار:
أكد غاليانو مؤخراً خضوعه للعلاج من الإدمان، وعبر عن ندمه على تصرفاته عبر مقابلة لمجلة " women's wear daily" قائلاً: "قمت بأشياء وتفوهت بعبارات جرحت الآخرين، خاصة اليهود، وقد عبرت عن أسفى وحزني لتسببي في أي ألم ولن أتوقف عن الاعتذار"، كما أضاف أنه عاجز عن التعبير عن مدى امتنانه لأوسكار دو لا رنتا، الذي عبر لنفس المجلة عن إعجابه وسعادته بعودة جون غاليانو إلى عالم الموضة، وأثنى على المجهود الجبار الذي قام به لعلاج نفسه.
رابطة مكافحة التشهير اليهودية تحسم الموضوع:
ما يتردد الآن في أروقة الموضة، أن دو لا رنتا يسعى لأن يكون غاليانو خليفته بعد التقاعد، وأن إعلان التعاون على تنفيذ مجموعة خريف وشتاء 2013- 2014 التي سيقدمها في بداية الشهر القادم في أسبوع نيويورك للموضة، ما هو إلا اختبار لردة فعل اللوبي اليهودي ومدى تقبله لعودة المصمم الذي اتهم بمعاداة السامية، علماً أن منظمة "رابطة مكافحة التشهير اليهودية" أعلنت عن دعمها لعودة غاليلنو، الذي أثبت بحسب تصريح أحد مسؤولي المنظمة، أنه عمل كل جهده ليغير آراءه.
المزيد:
محامي جون غاليانو: لم أستلم القضية لأنني يهودي