في إطار بحثنا المستمر عن المواهب الفنية في عالمنا العربي، نصل اليوم إلى خبير الشعر اللبناني "جان سادو" الذي في جُعبته خبرة تتخطى العشرين عاماً من العمل الدؤوب والتدرب المستمر بين الشرق والغرب.
جان الذي يعمل حالياً على معظم إطلالات النجمة الجزائرية أمل بشوشة، خصّنا مؤخراً بهذا اللقاء الشيق حول أعماله ونصائحه والإتجاهات الجديدة لديه هذا العام. إليكِ ما جاء: أولاً أخبرنا عن بداياتكَ ودراستك؟ بدأتُ في سن صغير جداً لدى إحدى كبرى صالونات تزيين الشعر في لبنان حينها، حيث تعلمتُ الكثير على يد خبراء أكبر مني سناً. ومع الوقت تطورت وعملتُ لدى مراكز تجميلية أخرى، إلى أن سافرتُ العام 1998 إلى لندن للتخصّص والتدرب في أكاديمية Toni & Guy الشهيرة. من ثمّ إنطلقت مسيرتي في عالم تزيين الشعر وكنتُ محظوظاً بالتدرب لاحقاً لدى خبراء من ألمانيا وهولندا كذلك. بناءً على خبرتكَ بالتدرب لدى أسماء أوروبية، برأيكَ ما الفرق بين الشرق والغرب في أسلوب العمل؟ العمل في الغرب أكثر صعوبة وإنضباط ويعتمد كثيراً على الـ Technique أي تقنيات قص وتسريح الشعر. هذا إضافةً إلى أسلوب التعامل مع الزبونات، فالأوروبيين أكثر بساطة منّا كشرقيين وصريحين للصميم. هل صحيح أنّ تعلم فن تزيين الشعر في الغرب لا يُفرّق بينَ المرأة والرجل؟ صحيح، في الغرب يتعلّم المرء فن التعامل مع الشعر ولا يتم تقسيم الصفوف في المعاهد على سبيل المثال بين التسريحات النسائية والأخرى الرجالية. هذا فيما يخص تزيين الشعر، أمّا الحلاقة فهي موضوع آخر وتخص الرجل فقط في جميع أنحاء العالم. بالنسبة للصيحات، لاحظنا في الـ 2012 إنتشار الجدائل والتسريحات الـ Ombre إضافةً إلى الـ Bombshell Waves التي إستمرت رائجة وبقوة. فما الجديد لديك هذا العام؟ هذا العام سأستمر بتطوير التسريحات التي تمّ ذكرها ولا سيما الـ Wavy، حيث سأعمد على تسريح التموجات إلى الأمام وليس إلى الخلف أي عكس إتجاه الهواء. ماذا عن الألوان؟ بالنسبة للشقراوات هناك إتجاه نحو الألوان الذهبية الرملية أي الـ Sandy بعيداً عن البلاتينية. أمّا السمراوات فهناك إتجاه نحو الألوان النحاسية الداكنة وليس تلك التي تميلُ كثيراً إلى الإحمرار. ماذا تغيّرَ مع مرور الوقت ويحكم خبرتك لدى الزبونات؟ أصبحن أكثر وضوحاً وعلى إطلاع أشمل فيما يخص الصيحات، والفضل يعود إلى الإنفتاح الأكبر على العالم عبر وسائل التواصل الإجتماعي. فبتن مثلاً يطالبن بتسريحة لنجمة معيّنة بشكل مباشر بعدَ أن كنّ يتفادينَ ذلك في السنوات الماضية. بالحديث عن الزبونات، يقول الكثير منهنّ كما نسمع بين الحينِ والآخر أنّ المزين اللبناني أو العربي لا يُتقن التسريحات البسيطة والـ Natural على غرار المزين الأوروبي. هل هذا صحيح؟ بصراحة المزين اللبناني أو العربي ونتيجة الطلب الدائم على التسريحات الدراماتيكية الفخمة والمنسقة بعناية، بات يستصعب قليلاً التسريحات البسيطة جداً رغم أنّها أكثر سهولة في التنفيذ. الموضوع يحتاج إلى بعض من الممارسة لا أكثر. برأيكَ وبدون تحيّز، أيّهما أكثر أهمية؟ الشعر أو المكياج؟ الشعر بالطبع فهو يُغطي مساحة أكبر وأول ما يشد الإنتباه عند النظر إلى أي أنثى. حتى أنّه يُمكن لسيدة ليس لديها عيوب كبيرة في وجهِها أن لا تضع المكياج نهائياً وتكتفي بتسريحة جيدة. بالنسبة للمشاهير، أي تعاون هو الأول والأهم حتى الساعة؟ التعاون مع جلالة الملكة رانيا العبدالله في العام 2000. ماذا أضفتَ لها حينها وماذا أضافت إليك؟ أعتبر تعاوني معها أكبر شهادة حصلتُ عليها في حياتي، وكنتُ أول من أعطاها الإطلالة الـ Wavy بالأسلوب العصري وقد أُعجبَت بها لدرجة أرسلت إلي الصورة مع إمضاء خاص. شعرها رائع ومرن على فكرة وهي تعرف جيداً ماذا تريد وبمنتهى التواضع! إسمكَ يرتبط حالياً بالنجمة الجزائرية أمل بشوشة المعروفة بشعرها الكثيف والغني. فهل من أسرار جمالية خلفَ ذلك؟ أمل تتمتّع بشعر كثيف طبيعياً ومرن في آن، ما يسمح بتعديله وتسريحه بسهولة وبأشكال مختلفة وكأنه معجون للّعب. وما هو اللون الذي تمّ إعتماده لها مؤخراً؟ البني الفاتح بالتدرج الرملي الرمادي أي ما نُطلق عليه Ashy Sandy Tone. هل من نجمة عالمية مفضلة لديكَ من ناحية الشعر؟ النجمة جينيفر لوبيز بدون أي تردّد أو شك. أنا معجب أيضاً بشعر كل من شارليز ثيرون وتايلور سيوفت وناعومي واتس وخاصةً على السجادة الحمراء. بإختصار، أخبرنا عن أجدَد تقنيات علاج الشعر لديكَ حالياً. أجدَد ما أعتمدُه حالياً هو علاج البوتوكس البرازيلي من Lisse الذي يُهذب الشعر ويجعل تسريحه بمنتهى السهولة، كما يُعطيه لمعان لا مثيلَ لهُ. هل يَعني ذلك أنّه يُملّس الشعر؟ لا فهو يُهذب الشعر فقط ويزيل التخشب. أمّا للتمليس فأنا ألجأ حالياً للكيراتين البرازيلي الذي يحتوي على كمية قليلة من مادة الفورمول التي أشيع أنّها قد تسيء للشعر إذا تمّ إستخدامها بإفراط. هذا ويُمكن إستخدام كيراتين بدون فورمول نهائياً لمَن لا ترغب بتمليس شعرها تماماً. أخيراً، هل من نصيحة تود أن تتوجه بها للمرأة لمساعدتها من جهة وتسهيل عملك كخبير من جهة أخرى؟ أنصحها أن تكون فريدة وأن تنتقي إطلالة بسيطة قدر الإمكان واضعةً ثقتها بمزين شعرها. كذلك أنصحها أن تختار الأخير بحذر وأن تسأل عن خبرته جيداً قبل إعتماده.