يوم الحبّ لا يمرّ في سوريا!
انعكست الأحداث الدامية في سوريا على الحركة الفنية ليلة الفالنتاين التي تكون عادةً صاخبة بأصوات نجوم الصف الأول في الوطن العربي. لكنّ سهرات هذا العام جاءت مصبوغة بلون الدم القاني بعيداً عن ورود الحب والغرام.
هكذا، فإن كاظم الساهر لن يدعو السوريين إلى التعلّم في "مدرسة الحب"، ولن يحدثهم جورج وسوف عن "الحب الأولاني"، ولن يروي لهم وائل كفوري "قصة عاشق"، ولن تصف لهم نانسي عجرم "سحر عيونو".
أحد متعهدي الحفلات في دمشق أسّر لـ"أنا زهرة" أنّ الحفلات ستغيب تماماً عن الفنادق والنوادي وكل أماكن السهر التي اعتاد السوريون ارتيادها في الأعياد.
وقال متعهد آخر إنّه لم يفكر أصلاً في دعوة أي فنان لأنّ "المكتوب مبيّن من عنوانه" على اعتبار أنّ شوارع دمشق تفرغ تماماً قبل حلول منتصف الليل، متسائلاً: "من سيجرؤ على حضور حفل حتى الصباح تحت خطر الانفجارات والقذائف؟ وأي فنّان سيخاطر بحياته ليقيم حفلاً تحت خطر الصواريخ والطيران؟".
وكانت فنادق "الشيراتون" و"الداما روز" و"الفورسيزونز" و"نادي الشرق" وغيرها تتميّز باستقدام ألمع نجوم الغناء ليلة عيد الحب، فاعتاد السوريون إطلالات نانسي عجرم، ووائل كفوري، وإليسا، ونوال الزغبي، وعاصي الحلاني، وصابر الرباعي، وكاظم الساهر، وجورج وسوف، وحسين الجسمي، وأصالة نصري، ورامي عياش، وتامر حسني ولطيفة التونسية، لكنّهم اليوم عاجزون عن قضاء سهراتهم حتى بأصوات نجوم الصف العاشر بسبب غياب الأجواء المناسبة.
أما فنانو سوريا، فقد حزموا حقائبهم باكراً لإقامة حفلاتهم في مدن عدة. في الوقت الذي يقضي فيه "أبو وديع" مرحلة الاستشفاء في السويد، تسافر كل من أصالة نصري ورويدا عطية إلى أميركا لتقيما حفلتهما هناك، بينما تكتفي ميادة الحناوي بالجلوس في منزلها في دمشق.
وتغيب أجواء "الفالنتاين" عن المدن بشكل عام، باستثناء بعض الأسواق الشعبية التي حاولت جذب العشاق بمجموعة من الهدايا والورود، لكن "لا حياة لمن تنادي" على اعتبار أنّ الجرح السوري بات أعمق من أن يمحوه أي عيد في ظل العدد الكبير من الشهداء والمصابين واللاجئين والنازحين والمدن المهدمة.
ووجدت بعض صفحات الفايسبوك في هذه المناسبة فسحةً لانتزاع البسمة من شفاه معجبيها، فطرحت هدايا حمراء على شكل قنابل ومسدسات وبنادق ومدافع ودبابات مزركشة بالورود والشرائط الملونة، داعية السوريين إلى الاحتفال على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها الأكثر أماناً من أي مكان آخر شرط توافر الكهرباء والانترنت.
المزيد:
ما هديّة هويدا لابنتها في عيد ميلادها؟