في اليوم الذي ستتمكن فيه المرأة من أن تحب لا في ضعفها بل في قوتها، ليس هرباً من نفسها بل من أجل العثور عليها، ليس إذلالاً بل تأكيداً لذاتها، في مثل هذا اليوم سيُصبح الحب لها كما هو للرجل، مصدراً للحياة وليس خطراً مميتاً". رؤية علمية نفسية وإجتماعية شاملة توصّلت إليها الكاتبة والمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار في كتابها "الجنس الثاني" يقابلها العديد من الخلاصات والأبحاث عن الحب الذي لا يزال يشغل تفكير العلماء لإيجاد تفسير لآليته والتغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الإنسان عند الوقوع فيه. وفي يوم الحب الكثير من العواطف والأحاسيس التي تسيطر على كلٍّ منّا، متنقلين من مكانٍ إلى آخر بحثاً عن وسائل وطرق جديدة للتعبير عن مشاعرنا تجاه الطرف الآخر سواء كان الخطيب أو الزوج. فبراير شهر الحب منذ الأزل رغم إهتمام العالم بشهر فبراير وتحديداً الـ 14 منه على مرّ العصور، ما زال البحث العلمي جارياً بين العلماء لتحديد العمر الإفتراضي للحب، مؤكدين أنّه عرضي سرعانَ ما يذبُل وكل ما يدورُ في فلكِه بعد ذلك مجرد وهم وتصنّع، فيما خرج آخرون ليناقضوا هذه النظرية ويثبتوا وجود الحب دائماً وأبداً. فهل لنا أن نلخص أشهر الإكتشافات والأبحاث التي تحدثت عن هذا الولع المثير للجدل.. وهل فعلاً الحب أبدي أم إفتراضي؟ أثبتت دراسة علمية في جامعة لندن أنّ الحب يَخفض مستوى السيروتونين في الدماغ، ما يقود الشخص إلى الإصابة بالوسواس حول من يحب وربما الشك فيه. إكتشفَ العلماء في جامعة Liverpool أنّ الناس يُفضلون الوجوه المألوفة وهو ما يفسر التشابه الكبير بين بعض الأزواج. توصّل العلماء الأستراليون إلى "ما يحتاج إليه الزوجان لكي يبقيا معاً مدى الحياة" إذ إتضّح لهم أنّ الأمر يتعلق بأشياء كثيرة غير الحب، فعمر الزوجين وعلاقاتهما السابقة وحتى إذا كانا يدخنان أم لا... جميعها عوامل تؤثر في إستمرار زيجتهما. أكدت دراسة نفسية أنّ الأزواج الذين يتمتعون بالجمال والجاذبية تكون علاقاتهم أقل إستقراراً ونجاحاً مقارنة بمن يفتقرون للحسن ولديهم قدر متواضع من الجاذبية والجمال. "مشاعر الحب السحرية لا تدوم أكثر من ثلاث سنوات"... هذا ما كشفته دراسة علمية فرنسية قالت إنّ ما يُسمى بـ"الحب" ليسَ سوى إختلال كيميائي هرموني في جسد الإنسان يتلاشى تلقائياً خلال ثلاث سنوات كحد أقصى لتبدأ بعد ذلك مواويل الملل وإكتشاف العيوب والندم أيضاً. على النقيض من الدراسة السابقة، كشفَ علماء أميركيون أنّ الحب الحقيقي الذي يدوم إلى الأبد موجود بالفعل وهو ما أكده مسح مقطعي لأدمغة بعض الأزواج حديثي الإرتباط ولآخرين مرتبطين منذ حوالي 20 سنة. أظهر جميعهم أنهم لا يتظاهرون بالحب بل إنّ إستجابتهم العاطفية مماثلة أكان في الحب أم الرغبة الجنسية. أكّد الكاتب الأميركي أريك جوده أنّ الإنطباع القوي الناجم عن اللقاء الأول بين فتاة وشاب ويُطلق عليه البعض "الحب من النظرة الأولى" ليس سوى خداع في أغلب الأحيان، معللاً ذلك بولع أحدهما بفكرة الحب نفسها أو لأن أحدهما حاول تجسيد صفات المحبوب الموجودة في خيال الآخر. الحب غريزة فطرية اللافت في كل ما سبق من دراسات علمية وإجتماعية وحتى نفسية، هو وجود الحب دائماً ولكن بطريقة مستقرة غير متقدة تؤكد إنتهاء الرومانسية وأحلام اليقظة العاطفية وتحولها بفعل الحياة والسنوات إلى عشرة ووِد وإحترام. ولأنّ الحب مشاعر يصعُب وصفها، فإنّ لكل منّا اليوم الحق في تفسير الحب وتعريفه وطريقة عيشه على هواه. ولولا هذه الحرية، لما خلّدت قصَص التاريخ ومجد أبطالها ولما كانت لنا حكايات نقصّها على أبنائنا لنؤكد لهم أنّ الحب هو أصل الحياة. ولولا غريزة هذه الكلمة لإنقرضت الحيوانات ولم يبقَ للأم صفة مقدسة ولما سارعت بعض القطط لأكل صغارها خوفاً من أن تكون قد ولدتهم في مكان غير آمن أو صحي. إذاً هو الحب بلا شك، فالنعش رومانسيته كل لحظة ولنحافظ على أسمى معانيه مهما بلغت درجاته! ولا تنسي أن تشاركينا رأيكِ وتجربتكِ في شهر الرومانسية والعشق... للمزيد: للزفاف في يوم الحب، أفكار جديدة هذا العام! خطوبتكِ في يوم الحب؟ إليكِ 10 فساتين حمراء وقصيرة