بعد تعرضها وعدد من إخوتها لحادث مروري بينت الشابة السعودية لبنى لؤي مطبقاني أنها كانت وشقيقاتها داخل المركبة المنقلبة، فشاهدت وهي في غمرة شتات الذهن مجموعة من الأشخاص يتحلقون حول سيارتها ليس من أجل إسعاف المحتجزين داخلها وإنما لتوثيق تلك المأساة بهواتفهم النقالة وبثها على صفحات التواصل الاجتماعي. ونقلت صحيفة الأنباء عن الشابة قولها إنها لم تستوعب الموقف في بداية الأمر حينما شاهدت كاميرات الهواتف الذكية والبلاك بيري وهي مصوبة نحوها ونحو أخواتها ولكأنما يصورون نجوما في حفل أو في مناسبة سعيدة. وتابعت، أن غياب حراك الشهامة شيء مخيف ولم تتمكن من حبس دموعها حزنا وهي تشاهد شابا أتى منطلقا بسيارته من الجهة الأخرى لا ليساعد في إخراج المحتجزات في السيارة المنقلبة وإنما فقط ليشبع نهمه وفضوله في التقاط مشهد مأساوي لسيارة منقلبة داخلها أشخاص محتجزين. واستطردت مطبقاني وهي تطلق سؤالا في المدى فيما إذا كان الإنسان في الراهن أصبح يتاجر ويتسلى بمآسي الآخر، وتساءلت عن دور الأسر في تكريس التربية في نفوس أبنائهم، وتعليمهم أصول الإنسانية. وأبانت لبنى أنها لن تنسى مشهد الرجل المسن الذي شق صفوف المتجمهرين لالتقاط الصور وأخذ يلملم احتياجات المتضررات من الحادث وأحضر لهن الماء وبث الطمأنينة في نفوسهن حتى حضر والدهن إلى موقع الحادث. واستطردت وثمة دمعة تطفر من عينيها «لن أنسى مشهد وصول أبي وعناقه لي بعد أن كتب الله لنا النجاة وبعد أن صمدت ومن معي أمام فلاشات البلاك بيري، موضحة أن المتسبب في الحادث ذاب في الزحام وإذ كان يعتقد أنه نجا بفعلته فإنه لن ينجو من عقاب رب العالمين».