غادة عويس تتفوّق على ريما مكتبي
تجاوزت شهرة غادة عويس كل الشخصيات العامة في سوريا من فنانين وسياسيين وإعلاميين، حتى باتت صورها أيقونات ثابتة على أغلفة الصفحات المعارضة في مواقع التواصل الاجتماعي.
غادة التي اقتحمت أسوار حلب وأجرت تقارير ميدانية في قلب هذه المدينة الشمالية بجرأة فريدة، كتبت يوماً على صفحتها "سألني كثيرون، أنت لبنانية لماذا تهتمين بسوريا؟! قلت نحن بشر، انسوا جواز السفر، فالإنسانية لا تعترف بالجنسية، كلّنا سوريون".
وكان الرد السريع بأن طالب البعض بمنحها الجنسية السورية بعد سقوط النظام تقديراً لشجاعتها في نقل الصوت والصورة من قلب الحدث رغم خطورة المكان الذي يدك بالصواريخ والمدافع.
وتكدست التعليقات التي تناولت غادة على الفايسبوك بشكل يومي، فكتب السوريون "غادة عويس هي أخت للشعب السوري الحر، هي حرة من أحرار العرب، هي المنبر الحر".
وتلقت الإعلامية اللبنانية تهديداً مباشراً من أحد الإعلاميين المؤيدين للنظام، إذ عرض دفع 50 ألف دولار لمن يغتالها في حلب. لكنها اكتفت بعبارة صغيرة "أنا لا أخشى أحداً"، بينما دفع أحد الثوار أضعاف هذا المبلغ لاغتيال هذا الإعلامي!.
أما معارضو النظام، فأبدوا تضامنهم التام مع غادة من خلال تعليقاتهم على الفايسبوك مثل "غادة عويس سيري وكل الشعب السوري معك حتى النصر والموت"، وأيضاً "كوني على يقين أيتها الحرة بأنّ سوريا كلها معك بعد الله العلي القدير، ومن كان الله حسبه فلا يخشى شيئاً"، بينما كتب آخر "أنت مثال وقدوة للإعلامي الصادق الذي ينقل الحقيقة بصدق وبلا خوف من أحد مهما كان". وجاء في تعليق آخر "لا تكترثي بالمنتقدين. إنك تسيرين في المقدمة. لك محبتي أيتها الإنسانة الرائعة".
في هذا الوقت، يتوعّد مؤيدو النظام مذيعة "الجزيرة" باغتيالها في أقرب فرصة "لتنال جزاءها العادل جراء الفبركة الإعلامية التي قامت بها ونقلت الصورة المغالطة للحقيقة ووقوفها إلى صف الإرهابيين والمعارضة المسلحة التي تسعى لتخريب البلد".
على الجانب الآخر، لم تأخذ ريم مكتبي حقها على الصفحات نفسها التي تتناول غادة، إذ نالت الأخيرة حصة الأسد من الشهرة الإعلامية تاركة لغيرها الفتات. وعليه فقد تجاهل السوريون جرأة مراسلة "العربية" في نقل الحدث من قلب المعارك مكتفين بعبارات هامشية لم تلق الاهتمام الكافي.