أظهرت نتائج دراسة حديثة أن التشاؤم قد يُطيل العمر؛ حيث توّصل الباحثون بجامعة إرلانغن نورنبيرغ بالتعاون مع المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية وجامعة هومبولت في برلين وجامعة زيورخ السويسرية، إلى أن كبار السن، الذين ليس لديهم توقعات متفائلة للمستقبل، يتمتعون بحياة أطول وبصحة أفضل من غيرهم ممَن لديهم نظرة وردية لحياتهم المستقبلية. وخلال هذه الدراسة، التي استغرقت عشرة أعوام، قام الباحثون بفحص بيانات لثلاث مجموعات عمرية: الأولى تتراوح من 18 إلى 39 عاماً والثانية من 40 إلى 64 عاماً والثالثة للأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. وتم الاستفسار من الأشخاص المشاركين بهذه الدراسة عن مدى رضاهم عن حياتهم في الوقت الحالي وعن توقعاتهم المستقبلية ومدى تفاؤلهم للخمسة أعوام القادمة من حياتهم. وبعد مرور الخمسة أعوام قام العلماء بالتحقق مما إذا كان تقييم كل شخص لشعوره بالسعادة خلال هذه الفترة يتطابق مع تقييمه لها حين تم استطلاع رأيه. وكانت نتيجة هذا الاستبيان أن 43% من كبار السن المشاركين في هذه الدراسة لم يعربوا عن توقعات متفائلة للمستقبل، بينما بالغ 32% منهم في توقعاتهم المستقبلية، في حين قام 25% منهم بتقييم مستقبلهم بشكل واقعي إلى حد ما. وتوصلت الدراسة إلى أن خطر المعاناة من المتاعب الصحية وكذلك خطر الوفاة ارتفع لدى الأشخاص، الذين ازداد معدل تفاؤلهم وتأملهم للمستقبل، بنسبة 10% عن غيرهم. وقد أرجع العلماء ذلك إلى أنه ربما تتسبب التوقعات التشاؤمية للمستقبل في جعل كبار السن ينتبهون إلى حالتهم الصحية بشكل أفضل ويحاولون حماية أنفسهم من المخاطر التي يتعرضون لها، على عكس غيرهم ممَن ينظرون للمستقبل بشكل أكثر تفاؤلاً. وبشكل عام كانت نظرة مجموعة الأشخاص صغار السن المشاركين في هذه الدراسة نظرة غير واقعية في أغلب الأحيان وكانوا ينظرون للمستقبل بصورة وردية، بينما جاءت نتائج مجموعة الأشخاص في المرحلة العمرية المتوسطة الأكثر واقعية في هذه الدراسة.