ربما تستغرب القارئات أنني سأناقش موضوعا عائليا، وربما تغضب أمي وأختي مني. لكنني اعتبرت أنا ماحدث معنا في الأيام الماضية هي قصة يمكن أن تعتبر منها الكثيرات. فقد كنت أعود للمنزل وأظل أنا وشقيقتي نمرح ونضحك طيلة الوقت، ولكنها منذ بضعة أيام وهي ليست بخير. ورغم أنني لا أعتبرها أختي فقط فهي صديقتي وبيت سري، لكنها تخجل أن تصارحني بأمور تخص البنات. مثل متاعبها الخاصة أيام الطمث أو أية أمور أخرى . فأنا شقيقها ولا يجوز أن تخبرني بشيء بحسب الأعراف والتقاليد. وأشعر دائما أن لدى شقيقتي حياة سرية لا أعرف عنها شيئاً! لكني احترم هذه الخصوصية ولا أريد أن أزعجها أبدا. أذكر مرة أننا كنا نتعب معا في صيام رمضان أنا وهي، ولكنها حين كبرت قليلا أي أنها بلغت، وأنا أصغرها بعامين، عدت للمنزل في رمضان ووجدتها تأكل فغضبت منها وبكيت وركضت أخبر أمي وخاصمتها أياماً. شعرت كأنها خانت صداقتنا بأن افطرت في رمضان من دون ان تخبرني أو تعتذر أو تفسر لي السبب ولم يفعل أي أحد في المنزل..وعرفت بعد سنوات أن الفتاة تبلغ ويأتيها الطمث ويحق لها الإفطار في هذه الأيام. منذ أيام وأختي تشعر بالتعب، وعرفت أنها راجعت الطبيبة العامة من دون أن تشرح لي السبب، قالت مجرد إرهاق مستمر. لكني بالصدفة سمعتها تتحدث مع أمي في المطبخ ولنقل أنني استرقت السمع لأنهن بدأن يتصرفن كما لو أنهن يخفين سرا. قالت أختي لأمي إن الالتهابات زادت عليها كثيرا وأن دواء الطبيبة العامة لم ينفعها وأنها بدأت تشعر بالألم. وكانت أمي تصر على أنها لن تأخذها إلى طبيبة نسائية مهما كلف الأمر. لأن هذا قد يؤثر على سمعتها. وسمعتها تبرر ذلك بماذا سيقول الناس لو شاهدنا أحد بالصدفة نراجع طبيبة نسائية؟ ماذا أقول لوالدك ولماذا تحتاج بنت لطبيبة نسائية هذا معيب فعلاً! في الواقع إنني فوجئت بموقف أمي، و تدخلت فورا وظهرت امامهما وحاولتا تغيير الموضوع ولكني قلت لأمي فورا: لقد سمعت كلامكما واعتقد أن ماتقولينه ياأمي ينتمي للقرن الماضي في طريقة التفكير. سامحيني ياأمي لكني اعتقد أنك امراة متعلمة ومثقفة ولا يجوز أن تتركي التهابا بسيطا يتحول لمشكلة صحية لدى أختي لأنك لا تريدين اخذها لطبيبة نسائية. إن لم تأخذيها أنت سآخذها أنا وإلى طبيب بدلا من طبيبة أيضاً. وجمت أمي وهي تنظر إلي. وأختي غادرت لغرفتها. تأكد لي أن أختي لا تثق بي في كل الأمور، وأن كان بإمكانها أن تطلب مساعدتي في إقناع أمي..لكن يبدو أن الحواجز بين الأخت وأخيها أكثر مما نعتقد. بسبب كل هذا الموروث الاجتماعي المخيف عن علاقة الإخوات بإخوتهن. المهم ان والدتي أخذت شقيقتي لطبيبة مختصة وأنا تعمدت أن أسأل أختي عن صحتها بلا حواجز فقالت لي بعد أن احتضنتني شكرا لك أنا بخير ياصديقي. ماأريد أن اٌقوله لصديقاتي...عليك أن تلجأي لأخيك دائما وأن تربي بينكما علاقة من الثقة والصداقة والصراحة. صدقيني إنه سندك الحقيقي في العالم.