يتمتع "أراب آيدول" في موسمه الثاني بجماهيرية كبيرة نظراً إلى أصوات المشتركين التي تستحق أن يحتضنها البرنامج. منذ انطلاقته الأولى، استُقبل "أراب آيدول" بترحاب الصحافة والجمهور نظراً إلى المهنية والحرفية التي ظهرت بها حلقاته واستبشر المتابعون خيراً مع وجود هذا الكمّ من الأصوات القوية. إلا أنّ البرنامج خرج عن مسار الفن والمواهب في حلقة الفرصة الأخيرة يوم السبت الماضي بسبب عدم مصداقية أعضاء لجنة التحكيم وإهمال ضميرهم الفني لصالح مصلحتهم وشعبيتهم في الحكم على المشتركين. كانت البداية مع نانسي عجرم التي ظهر تحيّزها لابن بلدها اللبناني وائل سعيد في مواجهة المصرية ميرنا هاشم التي يعتبر أداؤها أفضل من وائل. ولم تنقذ الدموع نانسي من اتهامها بالانحياز لابن بلدها على حساب المصرية حتى لا تهاجمها صحافة لبنان وتتهمها بأنّها لم تنصف وائل سعيد. وشُنّ هجوم على نانسي، إذ اعتبر كثيرون أنّ دموعها انهمرت لأنّها تعلم مسبقاً أنّ وائل لا يستحق التأهل، فبكت حتى تكسب تعاطف المشاهدين بدلاً من التركيز على أداء ميرنا. وأكّد البعض أنّ نانسي أُجبرت على اختيار وائل، خصوصاً أنّ المسرح كان يعج بجمهور لبناني راح يحث نانسي على اختيار وائل، ما أوقعها في حرج شديد لناحية بلدها ومواطنها. وليس بعيداً عن نانسي، ظهر تحيّز أحلام للسعودي فارس مدني الذي يعتبر أقل المشتركين موهبة وحضوراً. وفي محاولة من أحلام لتبرير إقصاء العراقي أسامة ناجي الذي وصفته بـ "مزمار أراب آيدول" لصالح فارس مدني، تحولت الى خطيب سياسي يحاضر في القومية العربية، فتحدثت عن عراق واحد رافضةً أن تنسب المشتركة برواس حسين نفسها الى كردستان، بل طلبت منها أن تعرّف عن نفسها بأنّها عراقية بحجة رفض أحلام تقسيم العراق. لكنّها في الوقت نفسه، أرادت العزف على وتر عاطفة العراقيين الرافضين لتقسيم البلد فتنسيهم انحيازها للمشترك السعودي وتخف النقمة عليها بسبب استبعاد ابن بلدهم اسامة ناجي. وانقسم الجمهور بين مؤيد لأحلام وآخر منتقد لها، وخصوصاً أكراد العراق الذين اعتبروا أنّه لا يحق لأحلام أن تحوّل منبراً فنياً الى منبر سياسي، كما لا يحقّ لها تقرير مصير الشعب الكردي الذي ضحى بمئات الآلاف من أبنائه في سبيل حق تقرير المصير، وهي لا تعرف تاريخ هذا الشعب ولا لغته ولا ثقافته العظيمة، ولم تسمع غناء هذا الشعب المظلوم وثراء تراثه وجمال شعرائه وأصواته وشهدائه من أجل الحرية والاستقلال. وتم توجيه نقد لاذع لأحلام ونُصحت بالصمت وعدم التصريح بأمور لا تفقه فيها. وعلمت "أنا زهرة" أنّ المشتركة برواس حسين رفضت أن تنصاع لرغبة أحلام، واستاءت من كلامها وأصرّت على التعريف بنفسها بأنّها من كردستان وليس من العراق. من جهته، كسر راغب علامة قوانين البرنامج واختار انتقال حنان رضا وسلمى رشيد. ويبدو أنّ اختياره لحنان من البحرين جاء فقط "نكاية" بأحلام لتصبح بذلك مصداقية لجنة التحكيم على المحك أمام الجمهور. ويبدو أنّ كسر القوانين من قبل راغب لن يكون الأخير، فمن المتوقع أن يكون هناك المزيد من كسر القوانين في الحلقات القادمة. يذكر أنّ رامي عياش ونبيل شعيل سيحلان على البرنامج في الحلقات المقبلة، فيما يُتوقع أن تحلّ شاكيرا ضيفة على الحلقة الأخيرة. لكن حتى الآن، لم يتم تأكيد الخبر أو نفيه من قبل "أم. بي. سي" التي تتبع سياسة التكتّم الشديد في هذا الإطار.