كيف تتحول العلاقة اللاهبة إلى برود؟
قبل بعض الوقت كان يكفي أن ينظر إليها وأن تنظر إليه لكي تجتاحهما الرغبة بالعناق،الارتماء واحدهما بين ذراعي الآخر. كان يكفي أن تلتقي العينان لكي يفكرا بالذهاب قفزا إلى ملاءات السرير. كيف تتحول علاقات زوجية بركانية لاهبة إلى نوع من اللامبالاة الهادئة، و كأن أحدا أطفأ جهاز الرغبة؟ هنا بعض السلوكيات اليومية التي قد يكون من الأقضل اجتنابها.
عدم الرضا المزمن
الزوج الحبيب يجدك فاتنة، وأنت تعتقدين أنه أحلى شاب التقيته في حياتك. ومع ذلك فإن كان أحدكما حريصا على قضاء وقته عموما في الشكوى من الحياة ، و من شريك الحياة بوجه خاص: المطعم الذي اخترته ليس ممتازا يعني، الخضار التي ابتعتها نصفها خربان، المسحوق الذي أحضرته رائحته مزعجة، الجوارب دائما في المكان الخاطئ الخ.. هكذا شيئا فشيئا تتحول اندفاعات الآخر إلى قفزات صغيرة، ثم خطوات غير متحمسة، و بعد قليل إلى نوع من المشي المهمل و المصحوب بسعال كسول... تصير العلاقة أشبه بنحنحنه باهتة تتسكع على رفوف الشكوى المتوثبة
انتبهي من غياب الانتباه
قصة شعرك الجديدة؟ كل الناس انتبهوا إليها إلا هو. و بالنسبة له، أنت لم تلاحظي حتى أنه يقوم بريجيم وأنه خسر فعلا خمس كيلوات في شهر واحد؟ انتباه إذن، المؤشر على الأحمر!! فبدأا من اللحظة التي نهمل فيها تبادل النظر، و الإنصات إلى الآخر، نبدأ أيضا بعدم الاهتمام بإغوائه و يبدأ معها الاندفاع الجنسي بالخفوت و الضعف. ما الدرس المستفاد من كل ذلك: يجب أخذ زمام المبادرة ووضع الشريك في مركز دائرة الاهتمام.
الإرادة السامية للسيطرة الشاملة
ربما كنت من النساء الذين يخلطن بين إدارة العلاقة الزوجية و تشكيل عسكري أو تحضير منتخب رياضي للمباراة النهائية. كل رغباتك، عفوا، أوامرك يجب أن تنفذ بالحرف، مباشرة، و بالدقة اللازمة لصناعة ساعة سويسرية. إلى جانب ذلك، فشريكك لا يمل معك، إذ لا تتركين له مساحة للتعب، و الخطأ و الحماقة. سواء تعلق الأمر بتربية الأطفال، اختيار أماكن الرحلات، ترتيب العطل، و تنظيم الوجبات، فهناك زعيم واحد في المنزل. هذا سلوك خطر. لماذا؟ حسنا، لأن العنصر المسيطر عليه سيتمرد، أخيرا، وبدلا من أن يبحث عن الدفء في أحضان حضرة النقيب، أو سيادة المدرب الذي يقود العمليات، سيذهب إلى مكان آخر.
الشاشات القاتلة
خلاص، انتهى، بين الأصدقاء صار لكم لقب لذيذ: مستر و مدام ثري جي، 3 g. أنت على الآي باد، وهو على الآي فون، و لا آي بينكما سوى ذاك. أنت أمام شاشة الماك، وهو أمام البي سي، التلفزيون مضاء، و السماعات معلقة على الأذنين، و المفاجأة الوحيدة التي يمكن أن تحدث هي أن يرن التلفون. آي تلفون. هو غزير على فيس بوك، وأنت دؤوبة على تويتر. و أصابعكما تركض على ملامس الأجهزة، في حين أن ملامس الجسد تنام و تنتهي و تتكاسل..
حب التملك
أن نخاف من الهجر، وأن يؤلمنا البعد، فذلك مبرر حين يملؤنا الشغف و الحب. ولكن أن نبدأ بالارتجاف لمجرد أن من نحب ابتعد قليلا، انشغل بأمر ما، حتى لو أنه ذهب في مشوار عند صديق، أو خرج لإلقاء القمامة مثلا، فذلك أمر آخر. الهوس بأن تكوني على علم بكل التفاصيل التي تخصه، في كل اللحظات، و في كل الأمكنه، فذلك يعني ممارسة ضغط بدون حساب باسم الحب. ماذا نفعل إذن: نروض الغيرة، نرسل رسالة إلى العقل لكي يبدأ بالاشتغال فورا.. وإلا فإن الشغف يتحول إلى احتلال و الحب إلى سجن صغير يضيق باستمرار.