نعرف أن الحب يحل كصاعقة، من نظرة واحدة. ولكن هذه اللحظة البرقية لا تتم بقرار، ويمكن أن تحدث فجأة في حفلة عرس، في مطعم عادي أو في عالم العمل. كيف يمكن لك إذن أن تدبري أمر حكايتك التي ولدت للتو في الشركة حيث تعملين. هل يجب عليك الكتمان و التحفظ أم الإعلان المباشر و الواضح؟ باي طريقة يجب عليك أن تتصرفي مع زملاء العمل و المسؤولين عنك؟ هنا دليل لقيادة سيارة العواطف على شبكة طرقات العمل الرسمي.. ليس الأمر سهلا، لنحاول.. قاعدة 1، حبة حبة، بشويش، دادي دادي الخ.. حتى وإن كنت كلك أملا في رؤيته وأنت تمرين بجانب مكتبه، كلك تطلعا لكي تلتقي نظراتكما وهو واقف ينسخ بعض الأوراق في الممر. حتى وإن كنت تنتظرين لحظة تذهبين فيها لشرب فنجان قهوة لكي تتبادلا بعض الكلمات.. احذري و تمالكي نفسك.. قاومي و تمنعي.. العمل هو العمل.. و الموعد هو الموعد.. قد يكون ذلك صعبا، ولكن، فكري، الانتظار ايضا ملئ بالوعود.. قاعدة 2، الكلام بالقطارة مع الصديقة الثرثارة لاشك أن لديك صديقة صدوقة، توأم روحك تقريبا، لنقل ان اسمها ناديا مثلا. وأنت تتحرقين لإخبارها بقصة حبك الوليدة. وناديا كما نعلم جميعا شخص رائع، محب، حنون و مهتم.. ما المانع إذن؟ لم لا تخبرينها؟ حسنا.. كل من في الشركة يعلم أن ناديا تتكلم كثيرا ولا تحفظ سرا. وصحيح أنها سوبر لطيفة ولكنها أيضا سوبر ثرثارة. ومعها فإن سرك الصغير سيكون حديث الشركة كلها في غضون ساعات. إذن، في هذه المرحلة، انصتي إلى الحكمة القديمة: إذا كان الكلام من فضة.. قاعدة 3، كما في الشركة، كذلك على الشبكة. لا فائدة من أن تكوني متحفظة في مكان عملك الفعلي إن كنت تفعلين العكس على المواقع الاجتماعية على الانترنت. إذن، تجنبي أن تغيري بروفايلك بين يوم وليلة، أن تنشري صورا لك تدل على تحول في حياتك... تصرفي هنا، كما تتصرفين في الواقع.. جدران الويب ليها ودان أيضا.. قاعدة 4، احتفظي بالعلاقات مع فريق العمل أنت تظنين أنت قد وجدت رجل حياتك. الحكاية التي تعيشينها تبدو لك بداية افق واسع يقيم فيه مستقبلك السعيد. حسنا مع ذلك لا ضرورة للانعزال عن بقية الزملاء و عدم الاهتمام بشركاء العمل. لا تغلقي على نفسك داخل علاقتك الجديدة مهما تكن هذه العلاقة حلوة و واعدة. لكي لا تثيري الشكوك احتفظي بعاداتك القديمة نفسها، علاقاتك مع الزملاء.. كأن شيئا لم يتغير بعد.. قاعدة 5، ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت؟ كانت لديك عادة أن تأخذي "لحظة" لشرب فنجان من القهوة على التراس.. حسنا، أنت تواصلين الذهاب إلى هناك لشرب القهوة وتبادل الحديث مع فارس أحلامك الواعد.. ولكنك بدلا من البقاء عشر دقائق تعودين بعد ثلاثة أرباع الساعة.. تلاحظين أن زميلتك في العمل لاحظت ذلك، وأنها للتو ستسألك مثلا: كم الساعة الآن؟ سؤالها إشارة عابرة إلى أنها ستبدأ تحقيقاتها في الموضوع.. لا تعطي الصديقة المحققة مزيدا من الفرص.. قاعدة 6، اطرديه، اطردي الشعور بالذنب. أنت تبدأين علاقة مع زميل في العمل؟ نعم.. ذلك ليس سهلا. ذلك يشغل ذهنك. يلهيك عن العمل أحيانا. إضافة إلى أنك تبذلين جهدا لكي تكوني متحفظة و هادئة. حسنا لا داع أيضا لأن تأكلي أظافرك وأنت تشعرين بالذنب لتدهور مستوى أدائك المهني. أظهرت دراسة تمت في بلجيكا مؤخرا أن العلاقات العاطفية في وسط الشغل لا تؤثر سلبا على مستوى العمل... طمني بالك، من هذه الناحية على الأقل. قاعدة 7، لنعترف أخيرا لرؤسائنا في العمل. ها قد مر على العلاقة الناشئة بضعة اشهر، الوقت اللازم لتتأكدي من الحب بين زملاء العملمشاعرك، ولكي تحسمي قرارك. تبين أن هذه العلاقة جدية و يجب أن تنتقلي إلى مرحلة أخرى. حسنا أطلبي مقابلة مع رئيسك أو رئيستك في العمل و اشرحي وضعك. سيكون ذلك مفيدا لقطع الطريق على الثرثرات الجانبية و توضيح كل شيء. قاعدة 8، هل يجب أن تغيري الوظيفة أو المكان؟ إن كان عملك يمكن أن يؤثر على علاقتك بسبب المنافسة الشديدة في الشركة مثلا أو بسبب من الضغط اليومي للعمل و متطلباته، إذن يمكن لك أن تطلبي حال الضرورة تغيير موقعك في العمل أو تبديل مكان العمل كلية... يجب أن تبحثا عن حلول لكي لا يخرب العمل الرسمي نفسه علاقتكما التي ولدت في ردهاته.. قاعدة 9، لا تحضري الشركة إلى البيت حين تدخلين إلى بيتك الجيد، زميل العمل وقد صار زوجا الآن، تتركين في الخارج الإحصائيات، التقارير السنوية و الخطط المعقدة لتوسيع أعمال الشركة، تتركين في الخارج، ملاحظات الإدارة، شكاوى الزملاء و أخبار الرواتب المعلقة.. عليك ايضا أن تجتهدي لكي لا تصاب العلاقة الشخصية بعدوى علاقة العمل.. وهكذا فإن جملا من قبيل: لا تتحدث معي كما تتحدث مع مرؤسيك في الشغل" يعني.. تعلمين أنه من الأفضل تجنبها..