منذ اللحظة التي دخلنا فيها محترف المصممة السورية هويدا البريدي في جميرا مقابل برج العرب- دبي، أدرنا أننا أمام سيدة تعشق الموضة، وتصميم الأزياء أمر أكثر من مجرد مهنة. تتوزع الفساتين المعروضة بكل أناقة في المكان، المزين بتفاصيل من وحي عالم التصميم والأزياء، ففي كل ركن من الفيلا، هناك ما يدل على إبداع وشغف حقيقي. اخترنا ركناً للجلوس والتحدث مع هويدا، التي استقبلتنا بابتسامتها اللطيفة، وقهوتها اللذيذة، تحيط بنا آخر تصاميمها، مثل الفستان الذي ظهرت به ميساء مغربي على السجادة الحمراء في مهرجان كان. -كان لا بد من السؤال عن البدايات، وكيف اتخذت هويدا تصميم الأزياء مهنة لها فأجابتنا: منذ أن كنت صغيرة في المدرسة، اعتادت صديقاتي استشارتي بشأن أناقتهم، فكنت أذهب معهن إلى الخياط كي أشرح له التصميم، ثم قررت أن أتعلم الخياطة، كي أوفر على نفسي عناء الشرح، وكي أستطيع ضمان تنفيذ الفكرة التي في رأسي بدقة. وبعد فترة وجدت نفسي أكسب نقوداً نفوق ما يكسبه والدي، وهذا الأمر لم أخطط له أبداً، فلم أكن أنوي أو أفكر بتحويل هوايتي إلى مهنة تدر علي النقود، ولكن صديقاتي وأمهاتهن وأقربائهن كانوا يصرون على ذلك، ثم أقمت أول عرض أزياء، وكان أيضاً عن طريق الصدفة، حيث شاركت إحدى الجمعيات الخيرية بذلك الأمر، وحققت نجاحاً كبيراً. -بماذا تنصحين الهاويات أو المصممات اللواتي يرغبن في اتخاذ تصميم الأزياء مهنة؟ لا شيء سيحقق لهن النجاح إلا إيجاد هوية خاصة بهن، حينها سيكن على المسار الصحيح، إذ لا يكفي أن يخرج المصمم فستاناً جميلاً، بل عليه أن يبتكر هوية خاصة تميزه عن غيره، خاصة أننا نشهد تطوراً ومنافسة كبيرة في هذا المجال. فستاني معروف، فمن ترتدي تصميماً لي في حفلة ما، فإن السيدات يستطعن تمييز أن هذا من عمل هويدا، وهذا أمر يفرحني -عادة تتجه السيدات إلى المصممين الرجال بحجة أن الرجل يستطيع أن يعكس الصورة الجميلة للمرأة. بالتأكيد مصمم الأزياء الرجل يستطيع أن يبتكر فستاناً جميلاً، ولكن أنا وبحكم أنني امرأة، أعرف كيف أظهر المرأة بكامل جمالها. أنا لا يهمني أن يقولوا للسيدة التي ترتدي تصاميمي أن فستانها جميلاً، أنا أريد أن يقال لها تبدين جميلة اليوم. لدي أسراري الخاصة في الخياطة، وأعرف كيف أبرز أنوثة المرأة وجمالها، وأعرف تفاصيل الجسد التي استطيع العمل على تطويرها واستغلالها لتنعكس بشكل جميل على السيدة. -من يعجبك من المصممين الرجال؟ إيلي صعب، فهو مصمم مبدع، استطاع الوصول للعالمية بجدارة، وهو من المصممين العرب القلائل الذين حققوا هذا الأمر، رغم أن الصحافة تبالغ وتمنح الألقاب المجانية للمصممين وتصفههم بالعالمية، دون أن يكون هذا الأمر حقيقي ومثبت، ولكن مع إيلي صعب، فالأمر مختلف، إنه حقاً مصمم عالمي، تجدين تصاميمه في خزائن النجمات العالميات، وأميرات القصور. -وما رأيك بالفستان الذي ارتدته هيفا وهبي في مهرجان كان حين جمعتها الصورة مع ميسا مغربي التي ارتدت الفستان الموف الذي صممتيه؟ لم يعجبني الفستان  الذي اختارته هيفا، وربما لو لم يقترن التصميم باسم إيلي صعب، لنظرت إليه بشكل مختلف، ولكن لأنه من تصميم صعب فإنني كنت أتوقع شيئاً آخر. والفستان هو اختيار شخصي من هيفا، اشترته عكس النجمات اللواتي ظهرن في مهرجان كان، حيث ألبسهن إيلي صعب. -وما حكاية أزياء هويدا المستوحاة من ميساء مغربي؟ في كل مرة ترتدي ميساء من تصاميمي، تنهال الطلبات التي تريد شيئاً مشابهاً، ولأني أريد لجميع السيدات أن يرتدين ما يعجبهن من أزيائي، فقد قررت أن أطلق خطاً للأزياء الجاهزة بوحي من ميساء مغربي، بسعر متاح للجميع. -هل أسعارك باهظة؟ لا أبداً.. أنا لا أعتمد سياسة السعر الباهظ، فأسعاري تبدأ من 15 ألف درهم وتتصاعد بحسب التصميم والكلفة، وكثير من الأحيان حين تأتي سيدة ترغب بفستان من تصميمي فإني لا أضع النقود عائقاً أمامها، لدرجة أني أعطيها إياه بسعر التكلفة، لأني حقاً أريد لكل سيدة أن ترتدي فستاني إن كانت ترغب بذلك. -من المعروف أن الفنان لا يحظى بالشعبية المطلقة لدى الجميع، فهناك من يحبه، وهناك من لا يفعل، ألا تخشين أن يتأثر خط أزيائك الجاهزة، من قبل اللذين لا تعجبهم ميساء مغربي؟ إذا السيدة أعجبها تصميم هل يمكن أن تتركه من أجل هذا السبب؟ لا أعتقد ذلك، لأن التصميم الجميل يفرض نفسه. -ماذا كنت ستختارين لأحلام لو كنت أنت من يصمم لها؟ تبدو أحلام جميلة جداً في البرنامج، وتتمتع بشخصية قوية، وحضور واثق، ولكني لا أفضل لها ما ترتديه في برنامج اراب ايدول، لأنه يحفل بالتفاصيل، فأنا أرى أن الفساتين الرقيقة البسيطة، تليق بأحلام أكثر، وأختار لها الألوان الهادئة، بشكل يوازن بين شخصيتها القوية، ويبرز أنوثتها. -ماذا عن مشروع التعاون مع الإعلامية هالة سرحان؟ في رمضان ستقدم هالة برنامجاً بعيداً عن السياسة وهمومها، وقد اتفقنا على أن أتولى أمر أناقتها، وبالفعل فإن مجموعة الأزياء التي ستظهر بها في رمضان بدأت تجهز، وقد صممت ما يليق بهالة سرحان لتبدو في غاية الأناقة. -هل وصلت لهدفك المهني؟ ليس بعد، فأنا أعتبر نفسي ما زلت هاوية، وهناك الكثير جداً لأفعله، وقد مررت بفترة كمون، ولكني الآن مصممة على الانطلاق بقوة.  مستفيدة من شفغفي وعشقي لتصميم الأزياء، ودعم الإعلام الذي يقدر الإبداع، حيث لا يخفى على أحد الأثر الكبير الذي يحدثه الإعلام في المسيرة المهنية لكل شخص، ورغم أن الإعلام حاربني وتجاهلني في بداياتي، إلا أني مصرة على تحقيق ما أستحقه. المزيد: MBC تدلل فرح يوسف بفساتين زهير مراد ومجوهرات معوض ميساء مغربي تنافس إيلي صعب بفستان من تصميم هويدا البريدي طلة اليوم: جينيفر لوبيز.. أفضل خيار للظهور نهاراً في الشارع