في كتابين جميلين جمع المبدع السعودي عبده خال أساطير أهالي الحجاز وتهامة. وقدم الحكايات التي يتداولها الناس كتراث وتنتمي للخرافات والأساطير والحكايات الشعبية. يدير خال الحكايات على لسان الأم التي تحكيها للأبناء، وهو بذلك يعيد الاعتبار لشخصية المرأة الراوية التي يحفل بها التراث العربي والشرقي بشكل عام. ويقول خال، الحائز على جائزة بوكر العربية سنة 2010، في كتابه أساطير حجازية الصادر عن دار الساقي إن «إنّ عادة الحكي في الحجاز حميمة جداً، إذ تكون الحكاية خاصة بالأبناء وليست عامة، ومن تقوم بالسرد هي أم أو جدّة تحكي لأبنائها أو أحفادها، وتتم الحكاية قبل النوم، ولهذا شاع تعبير «حكاية قبل النوم»، وهي حكايات تدور في محيط الواقع مخففّةً من عوالم الجنّ والسحرة. يحتوي هذا الكتاب وفرة من الحكايات الشعبية الحجازية جمعها الكاتب من أفواه الرواة و«الحكّاءات» مباشرةً. وعلى الرغم من أنّ الحكايات الشعبية قد تتماثل من حيث موضوعاتها وسردياتها، إلا أن كل منطقة تضفي عليها نكهةً تخصّها دون غيرها، وهو ما فعلته الحجاز أيضاً. وكلك قام خال في كتابه الثاني الصادر أيضا عن الساقي "أساطير تهامية" بجمع الحكايات المعروفة والمتداول عن الجن. ويقول خال في كتابه " عرفت الجنّ مبكّراً من خلال الحكايات ومن خلال الحياة اليومية...في ظل افتقار القرية لأيّ وسيلة ترفيهية من تلفاز أو مسرح أو سينما أو أيّ وسيلة ترفيهية، فقد كانت الحكّائة تمثّل نافذةً تطلّ من خلالها القرويات إلى لحظة أنس، وتتوافد القرويات إلى مجلس السمر بعد صلاة العشاء ليسمعن حكايات الراوية ويعدن إلى بيوتهن وقد تزودن بكمٍّ من الانشراح...» ويضيف "يطلق على الحكاية الشعبية في منطقة تهامة اسم «خرفينة» و«خبيرة»، فإذا أراد أحدهم سماع حكاية يقول للراوية: خرفينلي، أو خبريلي. والخرفينة تعني الحكايات التي تدور أحداثها غالباً في عالمٍ سحري مليء بالملائكة والجان والغيلان والقدرات الخارقة والقوى الخفية وما إلى ذلك. ويشتمل الكتاب على عدد كبير من «الخرفينات»". يجمع الخال بين اللغة الفصحى والمحكية ويتميز كما نعرفه بلغة تتسم بالأناقة والسلاسة والتشويق.