قصة واقعية: كمان ياحبيبي اشتم خالو واضرب عمو!
أعزائي القراء مسألة اليوم مرت ببيوت كثيرة وسببت مشاكل عديدة قد توصل الزوجين لانفصال مرتقب. والسبب هو اختلاف الزوجين حول طريقة تربية الأولاد بمعنى آخر تساهل أحد الأبوين في تلك التربية مقابل اهتمام الطرف الثاني بتنشئة الأولاد في جو محترم ومحافظ.
ومسألة اليوم لزوجة تدعى ناهد جاءت تشتكي منع الزوج شاكر الأولاد من زيارة بيت عائلتها، فسآلنا الزوج ما السبب في قطعه لصلة الأرحام ؟ وأضافت الزوجة حتى السفر صمم على منعهم من السفر معي إلا أن ننزل ببيت عائلته هو .
فعلق الزوج قائلا يا سيدي هل عندما أريد حماية أبنائي من بيئة يسمعون فيها السب وأبشع الألفاظ ويتفاخر الكل بأبنائي عندما يبصق أحد أولادي على الحاضرين ويقال له (كمان يا حبيبي تف على خالو تف على تيته اضرب عمو يا حبيبي واللي يشتمك رد له الشتيمة ) هل ترضى لنفسك يا سيدي أن يتربى أطفالك بهذا الجو الموبوء. أنا لا أمنع زوجتي من زيارة أهلها لكن لن اجعل ذلك على حساب تربية أبنائي لأن أولادي في كل مرة يعودون من الإجازة طباعهم وألفاظهم وسلوكهم متغير جدا من ضرب وعصبية وسب أحيانا. ولا يسألهم أحد عن صلاتهم طوال الإجازة فهذه السلوكيات أتعبتني و جعلتني آخذ قرارا بمنعهم من زيارة عائلة زوجتي ألست على حق ؟ هل أترك أبنائي يضيعون وأتفرج بحجة حبها الشدية لزيارة أهلها دون أية مسئولية لتربية الأبناء.
الجواب : لا ريب في أنك تريد الصواب لأبنائك و حسن الخلق فنعم الأب آنت ولا شك في أن للزوجة (الأم) دور أخطر من دورك في الحفاظ على الهوية الخلقية للأبناء سواء في الداخل أو الخارج والأم مدرسة كما قيل .
وواضح أنك أيتها الزوجة الكريمة تحتاجين لدورات بل ومحاضرات لتكتسبي بعض الفنون التربوية لتعكسيها على حياة أبنائك لأن الكثيرون منا تربوا بطرق خطأ، فلما تزوجوا وصار لهم أبناء صدروا تلك الطرق والطباع السيئة لأبنائهم( كالبصق والسب والضرب للآخرين ) وهم يظنونها مزحة أو ضحكة والسلام وتمر ولا يدركون أنهم يزرعون شوكا و سيكونون هم أول من يجنيه يقول الشاعر الحكيم :
وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده آبوه
لكن هذا كله لا يعني قطع الرحم فكما هي سياسة المناعة أفضل من سياسة المنع بمعنى أن تدرب أبنائك على عدم امتصاص إلا المفيد والصواب والكلم الطيب، كمن يعلمه السباحة ثم يتركه يعوم ويعتمد على الرصيد التربوي الذي عنده فليس من حسن تمام التربية ألا يزور الأبناء أقاربهم نقلل من الزيارات نعم حتى يكبد الأولاد ويفهموا لكن لا نلغيها تماما حتى لا تكبر المشكلة ويتساء ل البعض ما السبب؟ ويكثر الكلام و نحن نريد لكم كأسرة استقرار وليس التذبذب والاختلاف .
فتقبل الزوجان النصيحة وعزما على التغيير .