زوجة دبلوماسي تصف عادات مائدة رمضان في باكستان
جمهورية باكستان الإسلامية تتميز بغالبيتها المسلمة التي نشأت على العادات والثقافات الإسلامية على مداً طويل، وإستكشافاً لتلك العادات خلال شهر رمضان المبارك، تحدثت وصفت السيدة نور العين جان حرم السيد محمد أرشد جان القائم بالأعمال في السفارة الباكستانية في الإمارات عن تلك التقاليد والعادات.
يومياً على مائدة الإفطار بشكل
باكستان هي بلد متعدد الثقافات وهو متأثر بشدة بالثقافة والحضارة الإسلامية ضمن جميع أقاليمه الأربعة. خلال شهر رمضان، تعمر المائدة الباكستانية بالعديد من أنواع الأطعمة والمشروبات ويعتبر أكثر المشروبات المنعشة شهرة هو مشروب "روح أفزا" أو "جامي شيرين". وبعض الباكستانيون يخلطون هذا الشراب مع الحليب ليكون عصيراً أكثر كثافة. ويضع معضم الناس فيه لوزاً مبشوراً والبعض الآخر يضعون فواكهاً مجففة لغرض إضافة نكهات أخرى لذيذة وصحية. ولغرض الحصول على شراب طازج، تُحضر تلك المشروبات من المواد المتوفرة يومياً، حيث يتم تحضير العصائر الطازجة في البيت من الفواكه الطازجة. وفي بعض المناطق الباكستانية مثل البنجاب يُحضر شراب "شاتوو" قبل قدوم شهر رمضان المبارك. وهذا الشراب هو خليط من عدة مكونات هي الفواكه المجففة والسكر وعصير الليمون، ويمكن خلطه مع أي نوع من السوائل الأخرى مثل الماء أو الحليب، وهو منعش لدرجة بالغة. أما الأطباق الأكثر شيوعاً على المائدة الباكستانية في شهر رمضان بشكل يومي فهي "تشات الفواكه" وهي سلطة الفواكه المخلوطة بالقليل من البهار والملح، "باكورا" و "خيير" (حلوى البُدنغ)، وكذلك السمبوسك الشهيرة.
عادات مختلفة على الإفطار
وتضيف السيدة نور العين بأن الناس أيضاً تختلف عادات تناولهم للإفطار في رمضان، فالبعض منهم يفطر على شيء قليل وبسيط من الطعام يشمل التمر أولاً و"تشات الفواكه" أي سلطة الفواكه وكذلك العصير، ومن ثم يذهب للصلاة ويتم تناول وجبة العشاء الرئيسية لاحقاً مع العائلة، والبعض الآخر يتناول على الإفطار وجبة كاملة، كل بحسب عاداته. وما من فروق كبيرة بين مائدة رمضان بين الماضي والحاضر، عدا أن الناس كانوا معتادين على تحضير الطعام بشكل دائم في بيوتهم، أما اليوم فهنالك الكثير من الأطعمة الجاهزة والمعدة مسبقاً متوفرة في الأسواق وكذلك توفيراً للوقت والجهد.
رمضان حول العالم
لقد قضيت السيدة نور العين مع عائلتها شهر رمضان المبارك في العديد عدة بلدان من العالم منها روسيا ورومانيا والمملكة المتحدة والإمارات. وتعتبر الصيام في بلدان باردة أمراً سهلاً مقارنة بالبلدان ذات الأجواء الحارة. وهذه هي السنة الثالثة لها مع عائلتها في الإمارات، حيث أستمتعت كثيراً بأجواء رمضان. فحسب وصفها: "الإمارات هو البلد الذي أفضله على الكثير من البلدان لما فيه من تشابه كبير بالثقافة الباكستانية من خلال الطقوس الإسلامية، بالإضافة إلى الأطباق التقليدية العربية خلال شهر رمضان في الإمارات، والتي ستبقى دائماً في الذاكرة."
إحتفالية بصيام الأطفال
للأطفال مكافآة خاصة عندما يحاولون الصوم لأول مرة، حيث تقول السيدة نور العين: "الأطفال في بلادي يتم تشجيعهم على الصيام من خلال ذكر الأجر والثواب والبركة لصيام شهر رمضان المبارك. ويتم تحضير أطباق خاصة للأطفال على الإفطار عندما يصومون، وتكون مائدة الإفطار معدة بشكل إحتفالي لتكريم الأطفال لصيامهم. مازلت أتذكر عندما كنت في سن السابعة، حينها صمت لأول مرة. قام والداي بدعوة ضيوف لبيتنا في ذلك الوقت، وكنت سعيدة جداً وفخورة حينها. مع ذلك، سيما أن إبنتاي مازالتا صغيرتين، فلم يحن لحد الآن وقت صيامهما. لكن إن شاء الله، خلال بضع سنوات سوف نمر بنفس هذه التجربة."