نهلة امرأة مجتهدة في عملها، وفي عمر مبكر كانت تتولى موقعا قياديا في الشركة التي تعمل بها. ليس هذا فقط بل أنها أيضا تفكر في افتتاح مشروعها الخاص متحمسة لكثرة ماتسمع من قصص نجاح المرأة العربية. وعمر أيضا شريكها في حياتها موظف جيد في عمله، ولكنه لم يحصل على أية ترقية وفي الحقيقة إنه لا يحب أن يجتهد كثيرا ويعتقد أن العمل وجد فقط ليوفر له حياة جيدة وليس لكي يبذل فيه جهدا أكثر من اللازم. وعلى العكس من نهلة يفضل عمر قضاء الوقت المتبقي مع نهلة وأن يخرجا معا في مشاوير كثير، ويدعو الأصدقاء وهكذا. بينما تفكر نهلة أنها تريد أن توسع شقتهما الصغيرة التي يملكانها من الأول وكيف يمكن لهما أن يحسنا دخلهما وأن تتعلى هي في منصبها في العمل. ومع كثرة اختلاف الاتجاهين باتت الغيرة والنكد عنصران يسيطران على حياتيهما. بات عمر يتفنن في التنكيد على نهلة، وأصبح يطلب منها طلبات كثيرة ترهقها بعد العمل، أو إن رآها تعمل في المنزل مثلا بينما يكون جالسا مع ضيوف لديه! أو يتسبب في تأخيرها عن عملها صباحا أو لا يسمح لها بأخذ أي أوفر تايم مثلما كان يحدث سابقا. وصلتنا رسالة من نهلة تتساءل إن كان زوجها يمكن أن يكون يغار منها على ترقيها في وظيفتها بينما هو منذ سنوات لم يتغير عليه شيء! الخوف والخشية من فقدان شريك الحياة ليس ـ دائماـ هو السبب وراء نار الغيرة التي تشتعل من حين لآخر بين الزوجين. إن نار الغيرة يمكن أن تشتعل بين الزوجين إذا كان أحد الطرفين يتمتع بمكانة وظيفية أفضل من الطرف الآخر أو بسبب قلة الاهتمام والتقدير. وعندئذ يكون من الأجدى بحث أسباب هذه الغيرة. التوازن بين الأخذ والعطاء هو مفتاح نجاح العلاقة الزوجية. ويمكن تحقيق هذا التوازن في أعقد الأمور كحمس كل فرد لعمله وكذلك أبسط الأمور مثل ممارسة الهوايات المفضلة أو الخروج مع الأصدقاء. فمن المهم جداً الاهتمام بالهوايات والأصدقاء، إلا أنه لا يجوز أن يكون هذا الاهتمام على حساب العلاقات الزوجية. بأنه ينبغي على الزوجين التحدث بشأن مقدار الوقت المخصص للهوايات والأصدقاء.