يواصل موقع "أنا زهرة" تقديم جردة يومية لدراما رمضان 2013 بما لها وما عليها. ويلقي الضوء على أبرز القضايا التي تناولتها الدراما الرمضانية هذا العام أهمها شؤون المرأة. ففي الوقت الذي تناولت فيه معظم المسلسلات الواقع السياسي في سوريا ومصر، جاءت بعض الأعمال الدرامية بعيدة عن الهموم السياسية وطرحت قضايا اجتماعية تتعلق بالمرأة، فلفتت الانتباه وكانت محط إعجاب الجمهور. ويأتي على رأس هذه الأعمال مسلسل "القاصرات" الذي تناول زواج القاصرات وطرح المخاطر التي تتعرض لها الفتيات اللواتي يجبرن على الزواج في سن صغيرة. وقدّم المسلسل مشاهد اعتبرها البعض قاسية، الا أنّها واقعية تمسّ المجتمع ومنها مشهد وفاة صباح ليلة الدخلة بسبب إصابتها بنزيف، ومشهد إجهاض إحدى القاصرات الذي وصفه البعض بالأقسى في المسلسل. وحملت حلقته الأخيرة واقعاً أليماً عندما تُقدم القاصرات الثلاث على قتل الزواج عبد القوي للتخلّص منه. العمل الذي كتبته سماح الحريري باتقان وقام بإخراجه المبدع مجدي أبو عميرة، لفت الأنظار الى هذه القضية الخطيرة والحساسة والشائعة في بعض الدول العربية وليس في صعيد مصر فقط. ورغم أنّ المسلسل لم يطرح أيّ حلّ، إلا أنّه لفت الأنظار إلى ما تتعرّض له الفتيات القاصرات عند زواجهن في سن مبكرة. واختُتم المسلسل بمشهد القاصرات وهن في سيارة الشرطة في طريقهن للمحاكمة برفقة عطر شقيقة عبد القوي التي ساعدتهن على قتل شقيقها بطريقة غير مباشرة. وكُتبت عبارة: "وما زالت جريمة زواج القاصرات مستمرة... فهل من منقذ؟". ومن المسلسلات التي طرحت قضايا تهمّ المرأة ولو بشكل سطحي وبعيداً عن قصة درامية محكمة مسلسل "لعبة الموت" الذي تطرّق إلى تعنيف المرأة عبر شخصية نايا التي قدمتها سيرين عبد النور. تتعرّض الأخيرة للعنف المنزلي على يد زوجها عاصم، فتضطر للهروب عبر خداعه بأنّها غرقت في البحر. بعدها، تذهب الى القاهرة، ثم يكتشف عاصم خدعتها فيلحق بها ويحبسها ويمارس عليها أقسى أنواع العنف والضرب. وكانت سيرين قد طالبت في لقاء معها في برنامج "أنا والعسل" وضع قانون يجرّم الرجل الذي يعنّف زوجته. وأكّدت أنّها مستعدة للمشاركة في أنشطة جمعيات مناهضة العنف ضد المرأة. واعتبر كثيرون أنّ نهاية المسلسل مخيّبة للآمال أفقدت القضية أهميتها، إذ انتهى بمقتل الزوج عاصم على يد كريم. ورأى البعض أنّه كان من الأجدى أن تضع كاتبة العمل نهاية تجعل الناس يتعاطفون مع نايا وقضية العنف بدلاً من أن يتحول الزوج إلى ضحية ويتم التعاطف معه كما حصل في المسلسل. الفنانة ليلى علوي اختارت أيضاً طرح قضية أخرى تهمّ المرأة هي سرطان الثدي عبر فتاة تدعى ليلى تعاني عقدة هذا المرض الوراثي، إذ توفيت والدتها وخالتها به، وترفض هي الزواج خوفاً من الاصابة بالمرض، والموت وترك أولادها في سنّ صغيرة كما حصل معها. مسلسل "فرح ليلى" الذي استعرض حالات نساء في الجمعية التي تنتسب اليها ليلى، يوجّه رسالة مباشرة ويحثّ على إجراء الفحص الدوري لاكتشاف المرض في وقت مبكر بغية علاجه ويعطي جرعة من الأمل. إلا أنّه كنصّ وحبكة درامية، جاء سطحياً ولم يستطع المنافسة وسط المسلسلات القوية المشاركة في السباق الرمضاني. وكانت ليلى علوي قدمت مشهداً انتُقدت بسببه، إذ ظهرت عارية عند منطقة الصدر لمدة دقيقتين كاملتين، وراحت تتفحّص ثدييها وتتحسس مواضع الورم السرطاني لتكتشف أنّها مصابة بالسرطان. المشهد أثار استياء عدد كبير من المشاهدين الذين اعتبروا أنّه لا يليق بشهر رمضان وكان يمكن الاكتفاء بمشهد أقل عرياً. الا أنّ البعض اعتبره نوعاً من توعية النساء وحثّهن على إجراء الفحص في منزلهن لاكتشاف المرض باكراً. ليلى التي تقع في حبّ أدهم في المسلسل، تتراجع عن قرارها بعدم الزواج وتخضع لعملية استئصال الثدي المصاب وتتزوج أدهم. لكن يبدو أنّ العمل لم يتوقف عند هذه النهاية السعيدة، إذ قرّر القائمون على العمل إنتاج جزء ثان في رمضان المقبل بعدما كُتب على تتر النهاية "إلى اللقاء في الجزء الثاني في رمضان 2014".