محمد عبده "فنان العرب". تربّينا على أغنياته، عشقنا إحساسه قبل صوته. هو الذي كان يمدّنا بالأمل في أنّ الأغنية العربية ما زالت بخير رغم تراجعها في الفترة الأخيرة لصالح الأصوات والأغنيات السريعة. ولكن، هذا الفن الجميل بدأ يختفي ويتلاشى بعدما صُدم جمهوره بأغنية "وحدة بوحدة" التي لا ترتقي إلى مصاف اسمه ولا تاريخه الحافل بأغنيات نقشت في الصخر. كلمات "وحدة بوحدة" لا تمت للشعر بصلة بقدر ما هي سجع و"صفّ" كلام وتوزيع رديء جداً انتهج لوناً ليس بلونه. والأدهى هو الكليب الذي  صوِّر في مكان ليس في مكانه، ولم أتخيّل يوماً أن تتراقص فتيات ويتمايلن أمام "فنان العرب". عرف عن محمد عبده أنّه ينتقي أغنياته بعناية، ويحرص على التفاصيل، ولا يهتم بالفيديو كليب كثيراً. لكن لست أدري سرّ هذا التحول، ومن الذي  نصحه بالإقدام على هذه الخطوة الغريبة عن تاريخه. مَن يرى هذا الكليب، يعتقد أنّه مسيّر وليس مخيّراً. ربما يكون هناك أشخاص وثق بهم، لكنّهم خذلوه أو أنّ هناك من أقنعه بانتهاج هذه الطريقة لجذب الجمهور ومخاطبة المراهقين. صدمت وصدم الملايين بهذا المستوى الذي خرج به، وكنّا ننتظر عودته بفارغ الصبر بعدما منَّ الله عليه بالشفاء. لم أتخيّل يوماً أن أكتب مقالاً ينتقد "فنان العرب"، لكنّني كتبته انطلاقاً من حرصي وحبّي لتاريخه، وعشقي لفنه. جمهورك يا "فنان العرب" يستحق منك الاعتذار عن هذه الأغنية وهذا الكليب الذي لا يرتقي إلى مستوى فنان ناشئ يلهث وراء الشهرة والمال، فكيف بالأحرى لمن يشدو بأغنية "ابعتذر"، و"الأماكن" و"الأغاني" التي كان الصغار يردّدونها قبل الكبار. محمد عبده "فنان العرب". هذا لن يختلف عليه اثنان، لكنّ "غلطة الشاطر بعشرة" وغلطتك يا بو نورة بألف!