قصة واقعية: حقوق الزوجة في السرير
أيها القراء الأعزاء ،،،
جاءني سؤال من إحدى الزوجات تسأل عن الحق الزوجي في السرير. ماذا يقع على الزوج إن حرم الرجل زوجته منه لسبب آو آخر؟ إذ يقول البعض إن المرأة تبات ملعونة إن لم تلب حاجة لزوجها، فما الحكم إن كانت الحال هي العكس.
و رأيت أنه يجب الإشارة لهذا الموضوع الذي بات يستخدمه الرجل كحق له وقتما يشاء دون مراعاة حق زوجته عليه.
أقول وبالله التوفيق : إن الإسلام بنى العلاقة بين الرجل بالمرأة على أساس المساواة في الحقوق والواجبات. وهذا ما أقره القرآن الكريم في قوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف". وكانت هذه الآية تدفع الصحابة أن يشدد أحدهم في العناية بنفسه ونظافته وزينته داخل البيت. وعندما يسأل ابن عباس عن ذلك يقول : "إني أحب أن أتزين لها كما أحبها أن تتزين لي" ثم يتلو الآية الكريمة .
فليس من الإنصاف أن يطالب الزوج زوجته بأن تكون على كامل زينتها وعطرها و نظافتها، في الوقت الذي هو لا يعتني بنفسه ولا برائحة عرقه ولا تنظيف أسنانه ولا ارتداء الملابس الجميلة التي تحبب زوجته فيه. هذا كله ليس من أدب الإسلام في حق الزوجة على زوجها.
ثم يأتي أحدهم فيقول عندما تنفر الزوجة يوما بسببه هو وقلة اعتنائه بنفسه : إن من حرمت زوجها من حقه الشرعي تبيت تلعنها الملائكة!
إن مثل هؤلاء الأزواج لا يعرفون المعنى الحقيقي لهذا الدين في حق الزوجة الشرعي. وماذا لو كانت هي تريده كزوجة ثم يمنعها هو حقها، بل ويستخدم ذلك عقابا لها على أمور تافهة لا تستحق. أقول لهؤلاء الأزواج اسمعوا إلى عمر بن الخطاب وهو يعلم الرجال العدل والمرؤة في هذه النقطة بالذات، يقول عمر رضى الله عنه : (إني لأجبر نفسي على الجماع حتى أعف أهلي ). ومعنى الرواية أنه يريد أن يقول أنه أحيانا تكون أنت كرجل ليس لك رغبة في الجماع، ولكن زوجتك تريدك في تلك اللحظة، فلا ينبغي أن تمنعها منك بل تجاوب معها وتذكر أنها فعلت وتفعل معك ذلك بأوقات هي لا تكون لديها الرغبة.
والحكمة في قول سيدنا عمر هي أولا : لعدم إشعار الزوجة بأنها صارت غير مرغوب فيها. ثانيا: لحمايتها كبشر من نفسها والشيطان. فكم من بيوت خربت بسبب حرمان الزوج لزوجته بالشهور من هذا الحق الشرعي. وبعضهم يؤديه وكأنها وظيفة بلا روح بلا عطاء وبلا إحساس. ثالثا : استجابة الزوج لزوجته في تحقيق رغبتها هي نوع من إعفاف الزوجة و تفريغ طاقتها بالحلال انظر للكلمة : "إني لأجبر نفسي على الجماع حتى أعف أهلي".
وبتلك الرواية نقول : أنه من منع زوجته الحق السريري دون عذر من مرض أو غيره هو آثم. بل إثمه مضاعف لأن زوجته ليس لها زوجا غيره فتأخذ منه هذا الحق. أما هو فقد يكون لديه زوجة أخرى كما في كثير من الدول العربية، فليتق الله كل زوج وليعلم أن كما أن المرأة تلعن إن حرمتك حقك بلا عذر فأنت كذلك تلعن إن حرمتها حقها، فالكل أمام الله سواء. وكما أنك بشر فالزوجة أيضا بشر لها ما لها وعليها ما عليها والله أعلى وأعلم.