من المعروف أن السياح العرب، لا سيما الأثرياء يحبون زيارة العواصم الكبيرة للتسوق وقضاء الصيف، فيفكرون في لندن وباريس ونيويورك وميلانو ومدن سويسرا المختلفة. لكن ما لاتعرفينه عزيزتي، أن السياح العرب لديهم محبوبة سرية ومنطوية وبعيدة عن الأنظار، والسبب شهرة مستشفياتها العالمية ومنتجعاتها المخصصة للباحثين عن أسباب الصحة والنقاهة والاستجمام، فتعالي نكشتف هايدلبرغ. تحظى مدينة هايدلبرغ الألمانية حالياً بإقبال كبير من السياح الأجانب بشكل غير مسبوق؛ ففي العام الماضي سجلت المدينة الواقعة جنوب غرب ألمانيا للمرة الأولى ليالي مبيت تزيد عن مليون ليلة، أي بزيادة قدرها 10 % تقريباً. ومن اللافت للنظر ارتفاع نسبة السياح الأجانب بشكل غير مألوف مقارنة بالكثير من المدن الألمانية الأخرى؛ حيث بلغت نسبة السياح الأجانب 40 %، وكان غالبيتهم من السياح العرب؛ ففي العام الماضي سجلت المدينة ارتفاعاً في عدد ليالي المبيت التي حجزها السياح العرب بنسبة 56 % تقريباً لتبلغ 18 952 ليلة. ويتمثل سبب هذه الزيادة فيما يلي: على الرغم من أن كثير من السياح الأجانب يرون أن هايدلبرغ تعد تجسيداً للمدينة التي تصطبغ بالطابع الرومانسي الحالم، إلا أن هذا الطابع يبدو أنه الدافع الرئيسي لجزء من السياح فقط؛ ففي الآونة الأخيرة ساهمت السمعة العالمية التي تتمتع بها المستشفى الجامعي في تنشيط ودفع حركة السياحة الوافدة إلى المدينة. ويؤكد شتيفان شميد من شركة Heidelberg Marketing GmbH على ذلك بقوله :"زاد عدد السياح الوافدين لأغراض علاجية بشكل كبير"، وأضاف :"يتعين على الفنادق يوماً بعد يوم أن تتهيأ لاستقبال السياحة الوافدة من الأسواق العربية والروسية". وأشار شميد إلى أن مدينة هايدلبرغ تروج بشكل هادف لقطاع السياحة الصحية من داخل البلاد وخارجها، مؤكداً أن موقع المدينة يلعب بالطبع دوراً هاماً في ذلك. وأوضح شميد :"بالإضافة إلى الكفاءة الطبية المشهودة للمستشفى الجامعي تضم المدينة بين جنباتها غابات خضراء خلابة". كما أن المدينة لديها أكثر من ذلك لتقدمه للسياح؛ فمن يستهويه التاريخ والثقافة والعروض الفنية والمسرحية، فسيجد ضالته في الجولات السياحية لتفقد القصر والجسر القديم والمدينة القديمة. وبالإضافة إلى كل ما سبق، تحمل هايدلبرغ صورة المدينة العلمية، في هذا العام تحديداً أكثر من أي عام آخر؛ حيث سيصبح عمر أقدم جامعة ألمانية 625 عاماً.