تبدأ الإصابة بالسعال الديكي عادةً كأنّها إصابة بنزلة برد عادية، لكنها تتفاقم بعد ذلك إلى درجة أنّ المريض يُصبح عاجزاً عن التخلص منها.
وأوضح أندرياس هيلمان، عضو "الرابطة الألمانية لاختصاصيي الجهاز التنفسي" في مدينة أوغسبورغ: "يُطلق على هذا المرض اسم "مرض الـ100 يوم". وقد يتخطى ذلك ويستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر."
وأضاف هيلمان أنّ هذا المرض ينتج عن الإصابة بعدوى بكتيريا البورديتيلا، لافتاً إلى أن حدوث العدوى يتشابه مع الإصابة بنزلات البرد العادية. ونادراً ما تكون مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة. ويكمل الطبيب الألماني: "يبدأ الأمر في التحول إلى سعال ديكي بعد مرور 14 يوماً تقريباً من بداية الإصابة"، حينئذٍ يبدأ السعال في إزعاج المريض ليلاً.
وعلى الرغم من ذلك، أوصى اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي هيلمان بتناول المضادات الحيوية حتى خلال المراحل المتأخرة من المرض؛ إذ تعمل على الحد من خطر الإصابة بمرض ثانوي بسبب هذا السعال.
وأشار الطبيب الألماني إلى أن الإصابة بالسعال الديكي تُمثل خطورة كبيرة، لاسيما للأطفال الرُضع؛ إذ يُمكن أن يُصابوا بتوقف عملية التنفس، مما يؤدي إلى الوفاة.
وللوقاية من السعال الديكي، أكدت عالمة الأوبئة الألمانية فيبكه هيلينبراند من "معهد روبرت كوخ" الألماني في برلين أنه لا يوجد وسيلة فعّالة للوقاية من ذلك سوى التطعيم، موضحةً: "تتم عملية التطعيم باستخدام لقاح جرثومي كامل" أي أن الجهاز المناعي يضطر لمواجهة بكتيريا البورديتيلا الميتة الموجودة في التطعيم ليقوم بإنتاج أجسام مضادة لها بشكل كاف؛ ومن ثمّ يُمكنه مواجهة الإصابة بالعدوى الحقيقية لاحقاً.
وتوصي اللجنة الدائمة للتطعيمات التابعة لمعهد روبرت كوخ الألماني بعدم الاقتصار على إعطاء هذا التطعيم للأطفال الرُضع فقط، إنما للبالغين أيضاً، لاسيما الذين يتعاملون مع أطفال على الدوام.