المرحومة الأنوثة..لغة البنات على مواقع التواصل
لقد أصبحت الشتائم والسب أمرا عاديا ومتداولا وبكثرة بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي بل يعتبره البعض ثقافة مجتمعـ وهو لا يدرك بذلك أنه ينحدر بمستوى المجتمع الذي يعيش فيه.
الغريب في الأمر أن هناك فئة جديدة قد لحقت بهذا الركب فئة من المفترض أنها تتوج بالحياء وانتقاء الكلمات إنهن (الفتيات) لدرجة أنني سألت إحداهن أثناء إحدى الندوات عن سبب هذه الظاهرة فكان ردها مفاجأة لي حيث قالت لي : إنها حرية شخصية ومادامت هذه صفحتي على الفيس فمن حقي أكتب فيها ما يحلو لي.
وقالت فتاة أخرى عن استخدام البنت للشتائم في حديثها مع الأخرين على التويتر : إنها نوع من (الروشنة) وإذا ما عملتش كده الكل هيمل مني وربما يبتعدوا عني.
قلت في نفسي : الموضوع أكبر مما توقعت لقد أصبح طبيعيا أن تجد فتاة تكتب كلمات أو ألفاظ خادشة دون أدنى مشكلة بغض النظر عن اعتبارات الآداب العامة بما يتنافى مع طبيعتها كفتاة .
لقد دققت النظر فوجدت هذه الظاهرة موجودة من قبل الفيس بوك والتويتر بالشارع وبالجامعة وبالمدرسة وقد تنفث الأم عن غضبها بالشتم لأولادها وقد يخرج الوالد شحنة انفعاله في صورة سب ولعن وشتم. إذن ما وصل إليه شبابنا هو نتاج تربوي خاطيء وغياب لدور الدين في حياة صغارنا الذي يعلمهم الدين بأن السب حرام والشتم معصية فكيف لعاقل يرضى الإهانة لأهله ونفسه ؟
يقول أحد الشباب لي وأرجوك تستمعي جيدا لتعليقه أيتها الفتاة الفاضلة لتعرفى بشاعة هذا السلوك يقول الشاب:
: كثيراً ما أندهش من كتابة بعض الصديقات لدى على الفيس بوك) أو الشات لألفاظ من المستحيل أن أكتبها ويكون تداولها بين الشباب أمر طبيعى فى أحاديثنا .الجانبية.
وأضاف: مفيش "كسوف ولا إحترام" فالبنت أهم صفة تميزها الحياء والأدب ولما البنات بقت كده أحنا هنعمل ايه!!!.
إن البنات اللاتي يعتبرن السب والشتائم على الفيس بوك والتويتر حرية شخصية أو نوع من الروشنة والدم الخفيف أقول لهن إنك في الحقيقة تسقطين من وجهة نظر الكثيرين وأول شيء سيفكر فيه الشاب في الفتاة هو الاحترام والحياء فماذا بقى لأنوثتك وجمال حيائك حين تتبادلين ألفاظا يستحي الشباب أن يرددوها بينهم هل هذه حرية لا والله اسمحوا لي :
إنها ليست حرية إنها قلة حياء وأدب .
إن الطامة الكبرى أن لديك أطفال أو أخوة صعار سيقلدون ما يسمعوه منك دون وعي أو إدراك لمعنى الكلمة فأنت تصدرين لنا جيلا شتاما سباب وتقولين حرية وما الحل إذن ؟
الحل يكمن في ضرورة التدرب على التحكم الانفعالي وعلى التعبير عن الانفعالات بطريقة لائقة اجتماعيا وضرورة العودة للدين وللتربية الصحيحة وتعلم معانى الصداقة الراقية واحترام الذات وإقامة دورات بالجامعات والمدارس تعلم أجيالنا الحوار الجيد وفهم الذات واحترام مكانتي الاجتماعية باحترام الأخر فتبادل الشتائم بين الشباب أو بين الفتايات سلوك يظهر مع النشأة الاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها الإنسان فإذا كانت بيئة يستخدم فيها أسلوب الشتائم والسب في التعبير عن الانفعالات أو دفاعا عن النفس، فحتما سيعبر الفرد عن انفعالاته بنفس الطريقة وأما إن نشأنا في بيئة اجتماعية راقية مثقفة تحترم ذاتها فينشأ الشاب والفتاة يعبر عن دفاعه أو انفعاله بأسلوب أخر غير السب والشتائم .