خلال موسم الأجازات والعطلات تصطدم كثير من العائلات برغبات وتصورات أفراد الأسرة مع بعضها البعض؛ فالأب يرغب في فعل شيء جماعي يشترك فيه جميع أفراد الأسرة، في حين يرغب الأطفال خلال الأيام الأولى للأجازة في الاسترخاء والاستجمام وعدم الانشغال بأي شيء. ويقول الخبير التربوي الألماني هيرمان شويرير إنغليش بمدينة ريجنسبورغ جنوب ألمانيا، :"قبل الأجازة كان يتعين على كل فرد من أفراد الأسرة فعل شيء ما وكان يقع تحت ضغط المواعيد. ويمثل الاختلاف المفاجىء لهيكلية الحياة اليومية تحولاً كبيراً لكل أفراد الأسرة". ولكي يتم الانتقال من فترة العمل والمدرسة إلى فترة الأجازة وأوقات الفراغ بسلاسة قدر المستطاع، ينبغي أن يمنح كل فرد من أفراد الأسرة نفسه وقتاً لمدة يوم أو يومين حتى يستطيع أن يصفي ذهنه تماماً.
وبعد ذلك يفيد شيء واحد على وجه الخصوص، ألا وهو التحدث ومناقشة الرغبات. وأضاف شويرير إنغليش :"أفضل طريقة هي عقد جلسة أسرية يجلس فيها الجميع على طاولة واحدة ويتبادلون الرغبات التي تحدو كل فرد فيهم". ومن المفيد أيضاً إعداد قائمة بالرغبات يسجل فيها الأطفال رغباتهم وتصوراتهم لأنشطة الأجازة. وعن فائدة هذه القائمة يقول شويرير إنغليش :"فبذلك يكون لدى المرء نظرة عامة على الرغبات ولا يتوجب عليه في نهاية المطاف تلبية جميع الرغبات في أسبوع واحد".
وقبل حلول موعد عطلة أسرية ينصح الخبير التربوي الألماني بأنه من الأفضل أن يتهيأ أفراد الأسرة في المنزل نفسياً لجو العطلات والأجازات قبل السفر ببضعة أيام، وإلا فسيتوجب على الوالدين العاملين تحديداً تخفيض مستوى الضغط العصبي لديهم من نسبة 120 إلى 20% بين عشية وضحاها. وبعد الوصول إلى الشاطىء تُعد المرونة هي كلمة السر لصحبة أسرية تخلو من التوتر والشد العصبي. وينصح شويرير إنغليش قائلاً :"لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يضع المرء لنفسه خطة صارمة والتي ستكون فيما بعد كسيف داموكليس فوق رأسه".