تُعرف الخطوبة بالخطوة الأولى لمراحل الارتباط الرسمي بعدَ طلب يد الفتاة للزواج. وهي بمثابة فترة تخطيط وتجهيز لحفل الزفاف وما سيأتي بعد ذلك في السنوات الأولى للحياة الزوجية. هذا ما نعرفهُ ونتداوله عن الخطوبة ومراسمهما في أيامنا هذه. ولكن كيف كانت في السابق؟ وكيف اختلفت بحسب عادات الشعوب القديمة؟ الآتي سيعطيكِ فكرة أفضل: لا خطوبة في العصور القديمة في العصور القديمة وقبلَ ظهور الأديان، لم يكن هناك ما يُعرف بالخطوبة أو حتى طلب اليد للزواج، فكان يتم الإرتباط بمجرد لقاء الذكر والأنثى وتبادل القبل. ولم تسهم أي قوانين أو أحكام في حفظ حقوق المرأة، بل كانت حياتها رهن الزوج من دون أي عقد يربط بينهما، وكانت تُفسخ العلاقة بجرد إبتعاد أي طرف عن الآخر. وتتناقل القصَص التاريخية عن غياب التنظيم للعلاقات الزوجية والعاطفية، أن الرجل يمكن أن يرتبط بأكثر من إمرأة في آن واحد من دون أي شرط أو مانع أو حدود. تنظيم الارتباط والحياة العاطفية تطوّر الإرتباط لاحقاً بتطور المجتمعات والعادات وتأثير الأديان التي أسهمت بدورها في تنقيح عملية الزواج ووضعت لها أسُساً وقوانين وشروطاً لا بدّ من توافرها لدى الجنسين لإتمام الزواج. وبعدما توالت القوانين التي تحكم العلاقات وشؤون الحياة، ظهرَ أول قانون من حمورابي عام 1790 ق.م الذي إحتوى على مادة قانونية كانت الأولى من نوعها. ومنعت هذه المادة أي علاقة جنسية وأي عملية ارتباط وإنجاب خارج نطاق الزواج المشروط بإقامة عقد رسمي. أمّا عن مسألة الخطوبة، فكان الشاب ملزماً بخطوبته من إبنة العم خصوصاً في القبائل للمحافظة على الثروة والنسب. وقد اختلفت سنّ الخطوبة بين قبيلة وأخرى، فيما يُشار إلى أنّ بعضهم في القرن الثالث عشر والرابع عشر حدّدوا سنّ الزواج بين 11 و 12 عاماً، فيما رفعهُ آخرون إلى 14 عاماً. عقد الخطوبة في الماضي، كان عدَد الناس أقل من الآن بكثير وكان الإشهار سهلاً بحكم القرابة بين الناس. كل شيء كان واضحاً ولا يستوجب عقوداً موثقة للخطوبة. لكن مع التطور الضخم في تعداد البشر، توصّل المشرعون إلى كتابة عقود للخطوبة. ويُعدّ الدين الإسلامي أول من استحدث قوانين العقود لحفظ وضمان الحقوق، وهو بذلك قد ضمنَ حقوق المرأة وأسهمَ في تنظيم الحياة الزوجية بأسلوب متكامل. للمزيد: خاتم خطوبة كيم كارداشيان من Lorraine Schwartz طلب اليد للزواج: من سيناريو الموت إلى سطح القمر!