حذرت المبادرة الألمانية "راقب ما يفعله أطفالك بالميديا" الآباء من السماح لطفلهم بمشاهدة الصور المتحركة على التلفاز أو غيره من وسائل الميديا قبل أن يتم عامه الثالث. وأرجعت المبادرة الألمانية ذلك إلى أن الأطفال الأقل من هذه المرحلة العمرية لا يزالوا في طور إدراك العالم الواقعي الموجود حولهم وغالباً لا يُمكنهم معالجة واستيعاب ما يرونه في وسائل الميديا بشكل سليم، لافتةً إلى أنه يُجوز لهؤلاء الأطفال الاستماع فقط للكتب الصوتية أو أغاني الأطفال. وعندما يتجاوز الطفل ثلاثة أعوام ويبدأ في مشاهدة هذه الوسائل، أوصت المبادرة الألمانية الآباء بضرورة مصاحبته في هذا الوقت، مشددةً على ضرورة أن يتم اختيار الأشياء المناسبة لمرحلته العمرية كالأفلام الخالية من الإعلانات والمسلسلات أو البرامج المخصصة للأطفال. وأضافت المبادرة أن الحكايات الواضحة والمباشرة التي تتضمن مغزى إيجابي وتنتقل بها الصور بشكل هادئ وتتميز باللغة المفهومة بالنسبة للطفل وتُكلل بنهايات سعيدة تتناسب بشكل كبير مع الأطفال في هذه المرحلة العمرية؛ لأنه عادةً ما يُعايش الأطفال الصغار ما يرونه على الشاشة بشكل واقعي وحقيقي للغاية بجميع حواسهم. وأوضحت المبادرة كيفية حدوث ذلك بأنه عادةً ما يتحفز الطفل أثناء المشاهدة ما يدفعه للتحرك والغناء مع ما يشاهده أو الضحك معه؛ ومن ثمّ يُمكن أن تتسبب الأحداث التي يُشاهدها الطفل في إزعاجه وإثارة غضبه أو حزنه على حسب سياقها. ونظراً لأن مشاهدة الصور المتحركة على التلفاز أو غيره من وسائل الميديا لها تأثير كبير على الطفل؛ لذا أوصت المبادرة الآباء بضرورة تحديد مدة معينة لمشاهدتها؛ ومن ثمّ يُمكن إتاحة الفرصة للطفل لمعالجة كل ما يراه في ذهنه والعودة إلى حالة الاسترخاء والهدوء من جديد. ولهذا السبب حذرت المبادرة الألمانية من مشاهدة التلفاز أو غيره من وسائل الميديا قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة؛ حيث لا تتاح للطفل في هذه الحالة فرصة معالجة ما شاهده من أحداث، مؤكدةً أنه من الأفضل أن يقرأ الآباء لطفلهم إحدى القصص المسلية بدلاً من مشاهدة مثل هذه الوسائل. وبشكل عام، شددت المبادرة الألمانية على ضرورة ألا يزيد معدل مشاهدة الأطفال البالغين 3 أعوام لوسائل الميديا عن 10 إلى 20 دقيقة يومياً، لافتةً إلى أنه يجوز زيادة هذه المدة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 أعوام إلى نصف ساعة يومياً.