كثيرة هي الوصفات التي يقدّمها البعض لبناء عائلة ناجحة وسعيدة بين أي زوجين جديدَين.
منهم من رأى في فنّ التعامل مع الآخر الطريق الأسهل لتحقيق حياة زوجية سليمة، فيما قال آخرون إنّ التفاهم والحب والود هي الوسيلة المثلى لمواجهة الرياح التي قد تجتاح العلاقة.
فأيهما الأصح؟ وعلامَ يجب أن تعتمد الحياة الزوجية لإسعاد الشريكين؟
الجينات
رواية جديدة خرج بها العلماء حيث أكّدوا أنّ الجين الذي يسهم في تنظيم إفراز "هرمون السعادة" يمكنه التنبؤ بحياة زوجية سعيدة.
وفي تفاصيل الدراسة المثيرة للجدل، فقد وجد العلماء أنّ في إكتشافات الجين الجديد شرحاً لكيفية إختلاف العواطف مع اختلاف الأشخاص، إذ أنّ هناك رابطاً وثيقاً بين الرضى في العلاقة وبين متغير جيني "أليل" المعروف باسم 5-HTTLPR .
وبمعنى آخر، فقد بيّنت الدراسة التي أجريت في جامعة "كاليفورنيا" في بيركلي وجامعة "نورث وسترن" أنّ سر السعادة الزوجية يكمُن في الحمض النووي المذكور، بعدما اكتشف الباحثون بأنّ جين 5-HTTLPR هو المسؤول عن التحكم بالسيروتونين الذي يحدّد مدى تأثّر العواطف في العلاقات.
وقال الباحثون في الدراسة التي تعد أول دراسة تربط بين "علم الوراثة وبين العواطف والسعادة الزوجية" إنّ لهذا الجين دوراً أساسياً في جعل بعض الأزواج متفهمين جداً للمناخ العاطفي مع الشريك، في الوقت الذي يكون فيه آخرون غافلين وغير مبالين.
بين عدد الجينات وشكلها
وفي تفصيلها الطبي، تشير الدراسة إلى أنّ الأشخاص يرثون نسخة من جيني "أليل" أو 5-HTTLPR من الوالدين.
وتبيَّن للباحثين أنّ الأشخاص الذين ورثوا إثنين من "الأليل" كانوا الأكثر تعاسة في حياتهم الزوجية لأنّ المشاعر السلبية ولّدت لديهم الغضب والإحتقار، في الوقت الذي كانوا فيه هم أيضاً الأكثر سعادة حين تسود المشاعر الإيجابية كالحب وحسّ الدعابة.
أمّا عن الشكل، فقد ظهر أيضاً أنه عندما يكون "أليل" واحداً أو إثنين طويلين، يكون الأشخاص أقل تأثراً بالعواطف في الزواج. وخلصت الدراسة إلى أنّ ذلك لا يعني أنّ الأزواج ذوي "الأليل" المختلف في ما بينهم لا ينسجمون معاً، بل قد تكون علاقة أصحاب "الأليل" القصير أكثر عرضة للمعاناة في علاقة سيئة والاستمتاع بعلاقة جيدة.
للمزيد: