أراد اختبار إخلاص زوجته فاصطادها عبر فيسبوك
لم تكن شهادته هي أهم مميزاته التي أعطته فرصة التعاقد مع واحدة من أهم الشركات في أبو ظبي، بل أن شبابه المشتعل حماسا وطموحا كان الحافز والأهم لإدارة شركته لتختاره وتتعاقد معه رغم صغر سنه وخبرته القليلة.
ولم يخيب ظنهم فقد حرق أيام غربته على مذبح التميز والنجاح لنفسه ولإدارة عمله. وكان ينتقل من مكانة إلى ما تليها علوا مرة بعد مرة دون أن ينتبه إلى أن أيام عمره تتسرب من يديه، ولولا إلحاح والدته على تزويجه لربما كان فاته التفكير في الأمر ولأمضى عمره وحيدا.
وها هو في موطنه ينتقل مع والدته من منزل إلى آخر ليختار شريكة لحياته اشترط فيها أن تماثل نجاحه تألقا.
كان يريدها كما كل شيئ في حياته كاملة فما كان يرضي في أي شيئ ما هو أقل من الكمال.
وبعد بحث وطول تمنع وجدها كانت جميلة بل أكثر من فاتنة، وكانت ابنة أسرة راقية ومتعلمة وعندما سأل عنها امتدح الجميع ادبها واخلاقها. فطلبها للزواج وكان من الصعب عليها أن ترفضه بمركزه وكونه مغتربا وناجحا فوافقت وحضرت معه إلى أبو ظبي.
لم يغير الزواج من حياته كثيرا فمازال يقضى معظم ساعات يومه في العمل.
بل أن عمله تطور وأصبح عليه أن سافر خارج الدولة بعد أن استحدثت شركته فروعا خارجية، ووضعت على عاتقيه متابعتها، تاركا زوجته التي انتزعها من أسرتها ومجتمعها وحدها في المنزل دون أن يفكر أنها لاتعرف في هذا البلد سواه.
وأنه كل أسرتها وأصدقائها فلم تجد أمامها سوى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى لتضيع وقتها في الحديث مع أشخاص تعرفهم .
ما ذكرته سابقا لم يكن محاولة لتبرير ما فعلته هذه السيدة، لاحقا ولكن محاولة لوضع الأمور في نصابها الواقعي.
سنوات قليلة مرت على الزواج قبل أن يبدأ الزوج يسمع أقاويل زوجته فها هو أحد أصدقائه يتصل به خلال إحدى سفرياته ويخبره أنه رآها منذ دقائق في دبي ولكنه عندما اتصل به أخبرته أنها تركض على كورنيش أبوظبي.
وآخر رآها تسهر في أحد الفنادق مع مجموعة من الرجال والسيدات رغم أنها لم تذكر أي شيء عن هذه السهرة.
كلام كثير أشعل الشكوك، وكان عليه أن يتأكد وهداه عقله إلى وسيلة جهنمية يتأكد من خلالها من أخلاق زوجته فقام بعمل حساب على الفيسبوك باسم وصفة وهميين. ودخل منه إلى حساب زوجته للتقرب منها واصطيادها .
لم يبذل جهدا كبيرا للإيقاع بها بالكلام المعسول الذي حرمها منه في حياتهما الزوجية الواقعية.
فسلمت له قلبها وجارته في كلامه واهتمامه رغم أن ذلك كان جارحا له ولكنه لم يفكر بأن ذلك يعبر عن مدى عطشها للحب والاهتمام. فقرر أن يتابع تمثيليته وارسل لها صور أحد معارفه على أنها صورته وطلب منها أن ترسل له صورتها ففعلت بل أنها استجابت له عندما طلب منها صورا ذات طبيعة أباحية تبين فيها مفاتنها .
كان يحدثها على أنه رجل غريب وهو جالس في المنزل نفسه. وكل منهما جالس في ركن ويتحدث عبر الإنترنت فيحدثها ثم يسترق النظر إلى ملامحها. وهى تقرأ ما يكتبه إلى أن جاء يوم أراد فيه معرفة إلى أى حد ممكن أن تصل خيانتها له فطلب منها لقاءة وكم كان قاتلا ردها بالموافقة. بل طلبت منه الانتظار إلى يوم قريب سيسافر فيه زوجها كما اعتاد كل شهر ليأتيها إلى منزل الزوجية ويلتقيان بعيدا عن الأعين كما عبرت .
في تلك اللحظة فقد أعصابه وعقله وصار يصرخ بأعلى صوته.
في البداية لم تدرك سبب غضبه المفاجئ وقد كان منذ لحظة هادئا أمام جهاز حاسوبه. وعندما فهمت ما حدث وكان يحدث صمتت لحظة قبل أن تطلب الطلاق لم تصرخ ولم تنكر ما اتهمها به فقط قالت له هذه هى أنا وإن كان ذلك لا يناسبك فطلقني، ثم غادرت إلى إحد غرف المنزل وأغلقت عليها الباب بالمفتاح.
لم يكن الطلاق يشفي غليله فتوجه إلى النيابة العامة ليدعي عليها بتهمة الزنا لم يكن لديه ما يثبت به ذلك ومراسلاته الإلكترونيه معها لا تثبت وفق القانون تهمة الزنا أو الخيانة الزوجية. وليس هناك أي إجراء قانونى يمكن أن يتخذه ضدها فكان أن قام بتطليقها وترك طفلته الوحيدة بحضانتها لأن المراسلات الإلكترونية التي قدمها لم تكن قانونا تثبت أنها غير أمينة على رعاية طفلتها .